خلاصه ماشینی:
"أصیب الغرب المسیحی بصدمة قویة ببروز جمهوریات إسلامیة اثر سقوط الاتحاد السوفیتی، وانهار أمام الثورة الإسلامیة الحرة بکل اتجاهاتها بقیادة العلماء الأبرار، وبدأ یخطط من جدید کیف یمکنه احتواء الجمهوریات الإسلامیة التی برزت فی الاتحاد السوفیتی، وکیف یمکنه تقلیص وإخماد الثورة الإسلامیة فی إیران قبل أن تشمل جمیع العالم الإسلامی ویکون المسلمون قوة موحدة، وبدأ بتزییف مفاهیم الثورة الإسلامیة ومبادئها السامیة وتحرکاتها الإسلامیة النابعة من هدی القرآن الکریم الذی حمله رسول الحق محمد (ص) إلی البشریة لإنقاذها من الضلال والکفر ویضمن لها السعادة والأمن والاستقرار .
هذا وقد واجهت الثورة الإسلامیة فی إیران التی قادها الإمام الراحل الخمینی رحمة الله علیه، مکاید وفتن الغرب الصلیبی الحاقد علی الإسلام، بکل معانی الإیمان الراسخ بالله وحده والتمسک بمبادئ وأسس الدین الحنیف الراقیة کما أرادها الله، وبوحدة ثوار الحق وتماسکهم وإتباعهم لهدی العلماء ونصرهم لدین الله .
الأخوة الإسلامیة کانت قویة أقوی من رابطة الدم فی الماضی، وحرک المستعمرون أثناء استعمارهم للبلدان الإسلامیة النزعات القبلیة والعشائریة والمذهبیة ثم قاموا بتوسیع دائرة الشقاق وفتح باب الحزبیة باسم الدیمقراطیة , حیث بدأت کل قومیة أو عشیرة إحیاء نزعاتها الجاهلیة وإعلانها وإبرازها ککیان مستقل، وأخذت هذه المشاعر بفضل دعم المستعمرین لها تتقوی وتتسع حتی أقامت کل قومیة دولة خاصة بها، وتفرق أمر المسلمین إلی کیانات مستقلة هزیلة وضعیفة، وبدأت کل قومیة تحارب بعضها البعض لأسباب واهیة وضعها المستعمرون، بسبب هذه الثغرة التی فتحها وزرعها الاستعمار البغیض لتبقی حجر عثرة تحول دون الوحدة الإسلامیة، ووضع علی رأس کل قبیلة أو عشیرة تلامذته الذین شربوا من ألبانه یأتمرون بأمره وینفذون مطالبه دون تردد."