چکیده:
عالج المفسرون والبلاغيون أسلوب القرآن و بيانه و إعجازه، و بحثوا عما إذا كان بأسلوبه أو بمعناه أو بتناسقه و نظمه أو بمجموع ذلك؟ و من جملة تناسق القرآن الكريم و نظمه الذي يدل علي إعجازه أسلوب القسم المستخدم فيه. هذا التناسق أو النظم الذي نجده بين الأمر المقسم به، أو الأمور المقسم بها إذا ما تعددت الأقسام في الآية الواحدة أو في الآيات المتعددة والأمر المقسم عليه، و كذلك بين الأمر المقسم به أو الأمور المقسم بها و مضمون السورة. كما تحدثوا عن الهدف من قسمه، أو بعبارة أخري، لماذا يقسم بالموجودات و هو مبدعها و موجدها!؟ و هو الحق كل الحق.
و هذا المقال يعالج بشكل مختصر النظم القرآني الموجود بين الأمر المقسم به والمقسم عليه والهدف أو الغاية منه في القرآن الكريم.
خلاصه ماشینی:
وفی هذا الباب صرحوا بخروج القسم من المباحث البلاغیة؛ لأنه من الإنشاء غیر الطلبی، وهو إنشاء لم یلق من العنایة ما لقیه الإنشاء الطلبی؛ لمفارقته لما بنی علیه الباب فی الإنشاء الطلبی من خروج أسالیبه إلی معان أخری سیاقیة، وبالإضافة إلی ذلک أخرجوه من مباحثهم؛ لأنهم یرون أنه من الأسالیب التی نقلت من الخبر إلی الإنشاء، فاستغنوا عن بحثها فی باب الإنشاء (السیوطی، ج 1358 هـ، ص 48).
وقد وردت هذه الأفعال التی قال عنها النحاة والمفسرون إنها تجری مجری الیمین فی مواضع متعددة فی الذکر الحکیم، ولا نرید الخوض فیها؛ لأن هذه المقالة مبنیة علی الأقسام الصریحة و المقسم فیها الله ".
التناسب أو التناسق بین الأمور المقسم بها بلاغة القرآن تقتضی أن یکون هناک تناسب بین الأقسام التی وردت فی سورة واحدة؛ أی: حینما یقسم الخالق " بأمور متعددة فی آیة واحدة أو فی آیات متوالیة، یجب أن یکون هناک تناسب أو علاقة بین هذه الأقسام؛ حیث لا ینفک بعضها عن بعض.
فقد وصف الله "القرآن فی هذا القسم بأنه ذو ذکر، إشارة إلی أن السورة تدور ــ فی جزء کبیر منها ــ علی الذکر والتذکیر .
منهم یقسمون لإقناع الآخرین وإثبات کلامهم، ومنهم یحلفون لخداع الآخرین، إلی غیر ذلک من الأغراض، لکن الأقسام القرآنیة لیست من هذه الألوان؛ لأن القسم نفسه لا یلیق بجلالة الله "؛ فإن الذی یحلف علی قوله، یهین نفسه ویضعها موضع من لا معول علی حدیثه، وقد جاء فی القرآن: «ولا تطع کل حلاف مهینª (القلم 68: 10)، فجعل الحلف من الصفات المذمومة، ونهی المسیح U الحواریین عن الحلف مطلقا، فقال لهم: «لیکن قولکم نعم نعم أو لا لا، ولا تحلفوا» (السبحانی، 1387هـ.
(2000م،ص 118) وفی هذا المجال یقول أحمد بدوی (1950م): «لجأ القرآن الکریم إلی القسم جریا علی عادة العرب فی تؤکید الأخبار، لتستقر فی النفس، ویتزعزع فیها ما یخالفها.