چکیده:
إن المحبّة في رأي جبران هي شريعة الحياة، وأساس كل شيء في العالم. وهي الحياة كلها، ومظهر من مظاهر الله،و نور ناتج من نور. والمحبة الحقيقية هي المحبة غير المتناهية وليست المحدودة. ولا يمكن للإنسان أن يتعلمها، بل يلزم أن تجيش في قلبه. وكذلك يجب اتباع المحبة والخضوع أمام أحكامها. ويلزم أيضاً أن يتجدد الحب بين المتحابّين كل يوم حتى لا يصطبغ بصبغة القِدَم. وكل هذا يؤدّي دائماً إلى انتصار المحبة على أعدائها. وهناك ملازمة بين الحب والجمال، ولايوجد في العالم دين أو جمال أفضل من المحبة. فيرى جبران أيضاً أن خلق العالم كان على أساس الحب، والمحبة هي التي يمكّن الإنسان من أن يدرك الحقيقة الموجودة في العالم، وهي الله. للمحبة في رؤية جبران أشكال مختلفة ومظاهرعدّة: حب الحياة وكل العالم والوجود، حب الإنسانية والناس، حب الطبيعة وحياة الفطرة، حب الوطن، والحب بين المتحابّين.تستهدف هذه المقالة إلى دراسة وتبيين وجهات نظر جبران إزاء الحب وأنواعه من خلال آثاره.
خلاصه ماشینی:
یری جبران أن کل شیء فی هذا الوجود طریقه المحبة، ولا معنی للوجود وما فیه من مظاهر إلا إذا امتزج بالحب، وهذا الحب هو الذی یسبب فی تعرف الإنسان علی نفسه، مما یؤدی إلی تعرف الإنسان علی الله تعالی؛ کما قال النبی (:«من عرف نفسه فقد عرف ربه» (المجلسی،1404 هـ، ص 32).
وهذا ما یوصل الإنسان إلی الناس أولا، فإلی الله أخیرا؛ لأن المحبة عنده هی التی تجعل القلب مستعدا لحلول الإلهامات والإشعاعات الإلهیة:«إن الحیاة ظلام إلا إذا صاحبها الحافز، وکل حافز ضریر إلا إذا اقترن بالمعرفة، وکل معرفة هباء إلا إذا رافقها العمل، وکل عمل خواء إلا إذا امتزج بالحب، فإذا امتزج عملک بالحب فقد وصلت نفسک بنفسک وبالناس وبالله» (جبران، آ 1992م، النبی، ص 49).
والوفاء علی الحب أمر محتم علیهما؛ فنری جبران یعتقد ثبات المحبة وعدم التغییر فیها: «إذا لم یکن یومنا هذا قد سد حاجاتکم وأشبع حبی، فموعدنا یوم آخر؛ فإن حاجات الإنسان تتغیر، ولا یتغیر حبه» (جبران، آ 1992م، النبی، ص 63).
ن. الانتصار فی الحیاة یکون دائما للمحبة یتصور جبران معرکة عنیفة بین الحب وأتباعه من جهة، وبین أعدائهم من جهة أخری؛ حیث یخرج الحب من هذه المعرکة مرفوع الرأس منتصرا؛ إذ إنه لایوجد فی العالم شیء یتغلب علی الحب الذی له صلة وثیقة بالقلب الإنسانی، والذی هو موهبة إلهیة وهبها الله تعالی الإنسان للحیاة والعیش الرغد: «قد انتصرت المحبة؛ سواء أکانت المحبة بیاضا ناصعا أو خضرة زاهیة بجانب بحیرة، أو کانت جلالا وفخارا فی القباب الرفیعة، أوکانت فی بستان حافل بالناس، أو فی صحراء لم تطأها قدم الإنسان» (جبران، ب د.