ملخص الجهاز:
"و النظرة السلبیة السائدة الیوم فی الأمة عن السیاسة و من یتعاطاها نابعة من تجةربتها المریة و مما عانته من مختلف التیارات السیاسیة و الأنظمة غیر الاسلامیة و المتعاقبة علی حکمها،و التی تمثل حالات مختلفة من الانحراف و الضغط،فأوحت تلک الاطروحات و الممارسات إلی الامة المقهورة،بأن السیاسة هی عبارة عن دجل و مکر و خداع و فسق و فجور،کما أفقدتها الثقة بکل من یتعاطاها مهما بلغت نزاهته.
و مهمة حمل الأمانة و تطبیق شریعة الله تعالی علی الأرض لا یمکن أن تتم دون العمل لاقامة الحکم الإلهی الذی یضمن تنفیذ الفرائض و حدود ما أحل و حرم.
و منذ البدایات الأولی للدعوة الاسلامیة کان النبی(ص)یضع نصب عینیه تأسیس الدولة و إقامة حکومة العدل الإلهی،و لم یخرج تحرکمه هذا عن النطاق الشامل لجمیع مجالات الحیاة،و کان العمل السیاسی هو الجانب المتخمیز فی تحرک الرسول(ص)أو بکلمة أدق،لم یکن فی تحرکه(ص)أی فصل أو تباین بین جانب و آخر،بل إن جمیع هذه الجوانب کانت متداخلة و متلازمة و یکمل بعضها بعضا.
الامامة: تشیر المادة الثانیة من دستور الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة إلی الاسس العقائدیة التی یقوم علیها النظام السیاسی فی الاسلام: «1-الایمان بالله الأحد(لا إله إلا الله)و تفرده بالحاکمیة و التشریع،و لزوم التسلیم لأمره.
و تمثلت الولایة و القیادة السیاسیة علی هذا الأساس فی رأیین أساسین: الأول:هو ما یعرف بـ«الشوری»،و قد تبنیاه بشکل عام أهل السنة الذین اعتبروا أن ولایة الأمر بعد الرسول هی للخلیفة المنتخب من قبل الامة،و الذی أفرزته مشاورات بین أهل الحل و العقد."