ملخص الجهاز:
"وإذا لم نکن علی وعی بواجباتنا – أو لم نعمل بها – فإن العالم الاسلامی سیظل یعانی لسنین طویلة من نفس الآلام التی یعانی منها الیوم.
وإننی أقول لکم بأنه إذا کان هذا الداء موجودا طوال الأزمنة الماضیة فی جسد العالم الاسلامی والامة الاسلامیة بشکل طبیعی، فإن الأیدی السیاسیة فی عالمنا المعاصر تعمل بقوة علی تشدید هذا الداء.
عندئذ اکتشف هؤلاء بأن الخطر الذی یهدد مصالح الاستکبار فی هذه المنطقة الاسلامیة العظیمة، هو خطر جدی، وان مصالحهم المبنیة علی العدوان تتعرض للتهدید.
الذی نقصده من وحدة العالم الاسلامی هو عدم التنازع: «ولا تنازعوا فتفشلوا» أی یجب ألا یکون هناک تنازع ولا خلافات.
فخلال هذا العدوان الصهیونی الذی طال لبنان مؤخرا، والذی أسفر عن هذه الملحمة الاسلامیة الکبری التی سطرها حزب الله، حیث نزل علی هذه الجماعة النصر الإلهی؛ لم تکتف الولایات المتحدة بدعم الصهیانة علی المستوی الکلامی والمالی والسیاسی، بل دخلت ساحة الحرب بصراحة.
إننا الیوم أمام فرصة ثمینة جدا: فقد استیقظت الشعوب الاسلامیة، واجتاحت موجة الصحوة الاسلامیة کل رکن وزاویة من العالم الاسلامی، وأصبحت الشعوب الاسلامیة علی وعی بمالها من حقوق.
فلو أن هذه الصحوة القائمة الیوم فی عالمنا الاسلامی کانت موجودة خلال فترة الثلاثینات والأربعینات (من القرن المیلادی المنصرم)، لما وقعت المشکلة الفلسطینیة وما تجرأت الحکومة البریطانیة الغاصبة فی تلک الأیام سلب دولة إسلامیة بکاملها من شعبها، وتسلیمها إلی أجنبی دخیل.
وعندما انتبهت القلوب الی هذه الحقیقة، نزلت القوی إلی الساحة وتزعزعت سلطة النظام الطاغوتی لیرفع النظام الاسلامی رأسه شامخا فی هذا البلد.
فعلی أمتنا الاسلامیة أن تتحمل الصعاب والمشاکل، حتی تتمکن من تحقیق أهدافها السامیة، هذه هی الواجبات الهامة التی نواجهها الیوم فی عالمنا الاسلامی."