ملخص الجهاز:
وأما علم الرجال فکذلک ، بلا خلاف فیه بین العلماء المتقدمینوالمتأخرین ؛ ولذا ملؤوا الطوامیر فی تنقیح مباحثه ، وصنفوا فیه کثیرا ، بل کان دیدن أصحاب الأئمة علیهمالسلام علی تدوینه ، وکذا غیرهم من العامة بل الخوارج المحکومین بالکفر ، وذکر کل من صنف فی الأصول أن معرفته منمقدمات الاجتهاد من الصدر الأول إلی زماننا هذا .
نعم ، یفید هذا التواتر عدم الاهتمام بمشایخ الإجازة الذین هم الواسطةفی نقل هذه الکتب المتواترة ، لا أنه یفید عدم الحاجة إلی علم الرجال ، ولذاتری أصل علی بن جعفر علیهالسلام مختلف النسخة ، وما روی عنه فی قرب الإسناد غیر ما روی فی الکتب الأربعة ولا ممیز لنا إلا علم الرجال .
فلابد حینئذ من الشروع فی المقصد فنقول مستعینا بالله : قد عرفت أن البحث یقع تارة فی علم الدرایة ، وأخری فی علمالرجال ، فلنقدم البحث عن الأول لتوقف معرفة الثانی علیه ؛ لما أشرنا إلیه فیتمییزهما فنقول : [علم الدرایة] أول ما یلزم فی البحث فی هذا العلم معرفة علماء الحدیث والمحدثینومن نأخذ منه أخبارنا وأسماء الکتب الـمدونة فی الأخبار فنقول : قد سبق أن أول من دون فیه الشهید الثانی رحمهالله ، ثم الشیخ حسین بن عبد الصمد ، ثم ولدهالمحقق البهائی ، وقد تکفل لذکر أصحاب الحدیث وکتبهم .
[الاصطلاحات الراجعة إلی کتاب من لا یحضره الفقیه] وأما الصدوق فهو محمد بن علی بن الحسین بن موسی بن بابویهالقمی ، أبو جعفر ، نزیل الری ، وهو أشهر وأعرف من ان یوصف ، قیل : لهنحو من ثلاثمائة مصنف ذکر (المیرزا) أکثرها ، وهو متأخر طبقة عن الکلینی ،کما أن المفید متأخر عنه ، والشیخ متأخر عن المفید .