ملخص الجهاز:
فکل الأرض مجالها، والزمان علی امتداده هو عمق تطورها وهی لا تنحصر فی جماعة من انظر: الدکتور حسن عیسی عبد الظاهر وآخرین، بحوث فی الثقافة الإسلامیة، ص120، دار الحکمة، قطر، 1414هـ.
1 إن منهج الإسلام فی ارتکازه علی الحقائق الیقینیة الهادیة، یربط الحقائق المفردة فی الکون والحیاة ربطا یصلیها بأجل حقیقة وأکبرها، وهی العقیدة، وبذلک لا یدع هذه الحقائق المثبوتة أمام العقل الإنسانی والشعور والضمیر، ضروبا من المعرفة الجامدة، والمعلومات المجردة، التی لا روح فیها ولا حیاة لها، کما تحول خرافة المنهج العلمی أن تصنع.
یضاف إلی ذلک: أن الثقافة الإسلامیة تمتد علی مساحة الدنیا والآخرة، وهذا المصدر السابق، ص54.
ولما کان الإسلام دین قیم وضوابط سلوکیة، کانت الثقافة الإسلامیة موجهة ومربیة، تتصل بحیاة الأفراد، وحیاة الجماعات، 1 تؤهل الإنسان للعطاء، وتنمی فیه القدرة علی الإنتاج والإبداع بما تفتح له من آفاق التفکیر والممارسة.
وإن إتیان الحق ومجانبة الباطل هو أساس التنافس بینهم، وهو أساس معیار القرب والبعد من تقوی الله ومرضاته، وهذا فی قوله تعالی: (یاأیها الناس إنا خلقناکم من ذکر وأنثی وجعلناکم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أکرمکم عند الله أتقاکم إن الله علیم خبیر( 2 ومجتمعات الأمة الإسلامیة یحدوها وهی تنفتح علی غیرها من الناس تعالیم الله، وتوجیهات الرسول التی تطالبها، وتؤکد علیها السعی فی تحقیق مصالح العباد، وجلب المنافع لهم، وأن ذلک السعی الصادق هو السبیل لنیل محبة الله تعالی والفوز بمرضاته حیث جاء الأثر:"الخلق کلهم عیال الله وأحبهم إلی الله أنفعهم لعیاله".