ملخص الجهاز:
"و جاء فی الثمانینات من القرن العشرین دور الیقظة أو الصحوة الاسلامیة،و استبد الحنین بالجیل الناشئ الی مجد الاسلام التلید و قوة الدولة الاسلامیة و وحدة المسلمین،و کان میلاد الثورة الاسلامیة المبارکة،و أسلمة الدولة فی جمهوریة إیران الاسلامیة،و إسقاط نظام الشاه علی ید الامام روح الله الخمینی تتویجا لمشاعر الصحوة،بل کان ذلک أعظم حادث اسلامی معاصر،حیث برز وجود دولة اسلامیة لا شرقیة و لا غربیة،و إنما قرآنیة محمدیة، فاغتبط العالم الاسلامی بها،و عمت الفرحة الکبری قلوب جمیع المسلمین قاطبة لنجاح التجربة الرائدة فی اقامة نظام دولة اسلامیة معاصرة،و تعلقت آمال المسلمین بهذا الحادث العظیم الذی ندعو الله دائما أن یسدد فیه الخطی،و تتحقق فیه أطیب الثمرات،لأن بقاء و استمرار هذه التجربة نجاح للاسلام نفسه،و أی نکسة أو هزة أو تآمر علی هذه التجربة و الثورة المبارکة خیانة للاسلام و شریعته و مبادئه.
و قال الایجی فی«المواقف»:«ان فی نصب الإمام دفع ضرر مظنون،و إن دفع هذا الضرر واجب شرعا،و بیان ذلک أننا نعلم علما یقارب الضرورة أن مقصود الشارع-فیما شرع من المعاملات،و المناکحات،و الجهاد،و الحدود،و المقاصات،و إظهار شعائر الشرع فی الأعیاد و الجماعات-إنما هو مصالح عائدة إلی الخلق معاشا و معادا،و ذلک المقصود لا یتم إلا بإمام یکون من قبل الشارع یرجعون إلیه فیما تعین لهم»15 و من البراهین الدالة علی وجوب الإمامة و استمرارها بین المسلمین و غیرهم:أن مرفق القضاء الذی تقوم به الدولة أمر ضروری لفض المنازعات الدائمة بین البشر،لا سیما بعد زوال النظام القبلی الذی یحکم فیه رئیس القبیلة بالعرف و الهوی الشخصی و التقالید الموروثة،و عدم جدوی اللجوء إلی التحکیم إذا تعذر اتفاق المتخاصمین،فلم یبق إلا القضاء الذی یلجأ إلیه کل إنسان بمفرده و لحمایة حقوقه و دفع الأضرار عنه."