خلاصة:
إن رزوق فرج رزوق أحد الشعراء العراقيين فى القرن العشرين كان من أحد الأشخاص
الذين أسهموا فى تأسيس رابطة «إخوان عبقر»؛ تلك الرابطة الّتى تسعى إلى تقريب بين
الأدبين الحديث و القديم و تمثيل مدرسة الشعر العراقى الحديث وكان ممّن معه
الشاعرة ناك الملائكة والشاعر بدر شاك ر السياب. است خدم الشاعر فى أشعارهء تقنية
الرمز فى رسم كثير من صوره الشعرية لإلقاء ما يريده وإيصال مقصوده إلى متلقيه واتخذ
الرمز عنده مسالک شتى منها التاريخى والدينى والأسطورى والطبيعى. من هذا المنطلق
كرسنا جهودنا فى هذا المقال لرصد الصورة الشعرية بشكل عام لأنها تعتبر المفتاح
للدخول إلى الرمز ثم الرمز بأنواعه المختلفة عند رزوق فرج رزوق بوصفه جانباً من
جوانب الصورة الشعرية لديه اعتماداً على المنهج الوصفى - التحليلى هدفا لاستقصاء
الصور الشعرية(الرمزية) لدى الشاعر والوقوف على جمالها ومعرفة الصور الجديدة التى
أبدعها الشاعر وإبراز شخصيته للباحثين والمساهمة فى تعزيز مكانة اللغة العربية وآدابها
لدى الأجيال اللاحقة. من أهمّ النتائج التى حقّقها هذا البحث هو أن لدى الشاعر توجها
جديدا فى صياغة الرمز الشعرى هو ناتج عن تنوّع مصادر ثقافته مما أتاحت له التميز فى
اختيار بعض الرموز كالرمز التاريخى والأسطورى وكذلكک وجدنا الشاعر يعطى جزءً من
ذاتيته وشخصيته محاولا مزجها مع هذا الرمز مستخرجا صورا حية مختلفة عما كانت
علیه.
ملخص الجهاز:
الشعر العراقی، الصورة الشعریة، الرمز، الأسطورة، رزوق فرج رزوق المقدمة کانت القصیدة العربیة ولا تزال سباقة فی تطویر نفسها والسعی إلی تحقیق تغیرات شکلیة ولفظیة، فمرة یحسب السعی مشکورا ومرة یحسب إخفاقا، وما بین هذا وذاک، دفعت القصیدة العربیة الحدیثة إلی تشکیل هیکلها الجدید عبر عدد من التقنیات الفنیة، فصلب موضوع هذا البحث هو تقنیة الرمز الذی هو جانب من جوانب الصور الشعریة وأحد روافدها، الرمز أداة مرتبطة بالفنون البلاغیة کالتشبیه والاستعارة والکنایة والمجاز المرسل والتشخیص والتمثیل، إلا أنه مختلف عنها، فوظیفة الرمز إیحائیة أما المجازات والتشبیهات والاستعارات فهی ذات وظائف تجسیدیة وتشخیصیة(مندور، 1974: 41)، وذلک لکون الصورة المجازیة مهما اختلفت ما بین تشبیه أو استعارة فی المحصلة الأخیرة، ترید أن تأخذ بأحاسیس الشاعر وإخراجها إلی حیز الوجود وجعلها ملموسة محسوسة إلا أن الأمر لیس کذلک فی الصورة الرمزیة فهی لا تقف عند هذا الحد علی الرغم من تجسیدها لتلک المشاعر بل تخطو خطوة نحو الاستقلال بکیان ذاتی منفصل عن الواقع المحسوس(عدنان، 1980: 50)؛ وهذا ما جعل الرمز متسلطا علی بنیة القصیدة الحدیثة وتشکیل صورها بما تقدمه من ثراء فنی وفکری یسعف الشاعر فی التعبیر عن تجربته المعاصرة وهی فی مستوی آخر تدل علی ثقافة الشاعر وسعة معرفته، فالشاعر المعاصر قد وجد فی الرمز وسیلة مثلی للتعبیر عن الأفکار والإحساسات الخاصة التی تعتری النفس الإنسانیة.