خلاصة:
يعد القرآن الكريم المعجزة الكبرى التي خلدت العربية ومنحتها الدائمية والبقاء؛ فكان عمل المفسرين وعلماء الفقه كله يصب في
حيز إيضاح دلالات القران وبيان معانيه؛ إِذ تضمن القران نباً من قبلناء وخبر من بعدناء وحكم من بيننا فدنيا الناس على مر العصور
والدهور لا تصلح بغير دين الله. وفي هذا البحث وقفة على أهم قسمين في رأس مال الحياة ونعني بهما (الأموال والأولاد) إِذ يعدان من
أهم مقاييس القيم الإنسانية للأفراد؛كونهما وسيلة لامتحان الإيمان والكفر والشخصية وفقدانها.
وجاء القرآن الكريم ليجسد لنا شواهد وأمثلة كثيرة في وضع هاتين الدعامتين اللتين تعدان ركنين أساسيين في الحياة لبيان
فلسفتهما في الحياة الدنيا والعلاقة مع الآخرة.
عني البحث بدراسة الأموال والأولاد في حال اقترانهما فأقتضى الأمر أن تكون الدراسة في مبحثين وتمهيد عنوانه: ((الأموال
والأولاد في المفهوم اللغوي والاستعمال القرآني))ء أما المبحت الأول فكان بعنوان: ((تعدد صيغ لفظي الأموال والأولاد في السياق
القراني)) اذ تعددت صيغ لفظي (الأموال) و(الأولاد), فوردا بصيغة الجمع بلفظ (أموال وينين) وكان ذلك في سياق ذكر ألفاظ الإمداد
والامتنان والتذكير بالنعم. ويصيغة (أموال وأولاد) عندما يكون الكلام موجها إلى عامة الناس أو مجموعة كبيرة منهم. ويصيغة المفرد
عندما تستهدف فرداً أو أفراداً محدودين، معرفين للتخصيص أو منكرين للتحقير وللتقليل من شأنهما إزاء نعم الله في الآخرة.ء والمبحث
الثاني بعنوان (دلالة الأساليب النحوية في آيات الأموال والأولاد) وكان في خمسة محاور، الأول منها: ((تقديم الأموال على الأولاد في
السياق القرآني))؛ ذلك بأن الأموال في الغالب هو اللفظ المتقدم على الأولادء إلا في موضعين وقف عندهما البحث» والثاني ((دلالة
أسلوب النفي في آيات الأموال والأولاد)) والثالث ((دلالة أسلوب الاستفهام في آيات الأموال والرايع ((دلالة أسلوب النهي في
آيات الأموال والأولاد)) والخامس: في (دلالة عطف الأولاد على الأموال) فكانت دلالتهما مقترنين في النصوص القرآنية جميعها في
سياق الذم. وكثيراً ما يردان عند ذكر الكفار والمعاندين.ء فخطورتهما تبرز عندما يقترنان؛ إذ إن جاذبية الأموال من جهة وحب الأولاد
من جهة أخرى, قد يدفعان الإنسان إلى أن يقع في بعض الموارد في مضيقة شديدة أو أن يسلك طريقاً قد لا يكون في رضا الله.
تنوعت الأساليب النحوية في آيات الأموال والأولاد فورد أسلوب الاستفهام مرة واحدة وكانت دلالته الإنكار والتعجب» وتقدم لفظ
الأموال على الأولاد في ستة وعشرين موضعاً, لأسباب عدة منها: إن الآيات كانت في سياق الحديث عن الإنفاقء أو الإمدادء أو
الزينةء أو المدافعة أو التقرب وغير ذلك من مسوّغات التقديم وتأخر في موضعين؛ إذ كان السياق في مقام المحبةء فالأولى في هذا
المجال تقديم الأبناء على الأموال. وورد أسلوب النفي في آيات الأموال والأولاد في (ستة) مواضع» إِذ كانت الجملة المنفية في صيغة
حصرء وكان ورود اسلوب النهي في آيات الأموال والأولاد في (ثلاثة)مواضع تكررت فيها أداة النهي بالدخول على الأموال والأولاد؛ إذ
أعيد النهي في الآية ليشمل الأولاد في أن يكونوا - كما الأموال- سبباً في الانشغال عن ذكر الل وورد النهي غير المكرر أيضا في
السورة نفسها للدلالة على اهي عن الإعجاب بالأموال والأولاد مجتمعين ومنفردينء وإنتهى البحث إلى مجموعة من النتائج احتوتها
الخاتمة ثم فهرست بالهوامش» وثبت بالمصادر والمراجع التي نهل منها البحث» داعين الله سبحانه وتعالى أن يجعل عملنا هذا خالصاً
لوجهه الكريم وخدمة لكتابه الجليل.