خلاصة:
تتنوع أسالیب الدعوة الإسلامیة وتختلف حسب تنوع واختلاف الزمان والمکان، وهذا الأمر من الأمور البدیهیة التی لا مناص للعاقل منها، وقد مشت الرسائل السماویة وکتبها على ذات النهج؛ إضافة إلى أنها قد راعت المستوى العقلی والإدراکی لأممها، وهذا ما یدعونا إلى اختیار مفهوم «الظرف الموضوعی» للأمم، وهو أشمل من الاختلاف والتنوع الزمکانی والنوعی. إن الغرض والأهداف السامیة لها مدخلیة فی اختیار الطرق والآلیات المتنوعة والمختلفة فی سبیل تسویق بضاعتها، فکیف إذا کانت البضاعة تمس الاحتیاج الذاتی للإنسان، فإن التسویق عندئذ یصبح فی غایة الأهمیة، ومن أهم ما یقوم علیه التسویق والنشر والدعایة والدعوة هو عنصر الجذب، وهو یولد بطبیعته عنصرا آخر وهو: عنصر الدفع، وبناء على هذا فإن عنصر الجذب لا بد وأن یتمتع بمکونات تمکنه من الدخول إلى أعماق نفس وعقل الشخصیة المستهدفة، ولا یتصور أن المراد من الدخول هنا هو التمتع بالمکونات فی ذات العناصر وشخصیة الرسالة والدعوة فإن هذا الأمر مفروغ عنه، بل المقصود منه هو قدرته على أخذ زمام المبادرة فی التوجه إلى الآخرین، وهذا یعنی أن تکون عناصر شخصیة الرسالة مؤهلة وقادرة على استلام زمام المبادرة والقیادة. والیوم وما یحدث فی العالم من التغیرات الهائلة شملت کل مناح الحیاة، وأصبح التحدی کبیرا لاستقطاب النفوس البسیطة الساذجة إلى حضیرة الحق، نظرا إلى کثرة المدرس والطرق التی تقدم نفسها کحاضنة علمیة ومعرفیة وسلوکیة صحیحة للبشریة، ولم یقتصر الحال على مستوى تقدیم المواد التجاریة بصور مختلفة، وباسالیب مختلفة، وبطرق جاذبة، تحاول فیها الشرکات تقدیم بضاعتها على أجمل صورة، م صنع هذا من تنافس عال بین تلکم الشرکات العالمیة والأقلیمة والمحلیة، ولم یقتصر التنافس فی العالم على مستوى البضاعة التجاریة المتعارفة بل ودخل إلى عالم المعنویات، فأصبحت المدارس التی تُعنى بــ الذات تنمیة وتطویرا وإدارة وقیادة تتکاثر وتکثر، حتى أصبحت لها ما للتجارة من التسویق والدعایة بمختلف الطرق والأسالیب. ونحن أصحاب المدرسة الإسلامیة حیث نتمتع بحقیقة الحقائق ونفتخر بهذا، یفرض علینا جمال تلکم الحقائق تحمل مسؤولیة نشرها والتسویق لها فی سوق التحدی العالمی بالشکل الذی یتناسب وطبیعة جمال تلکم الحقائق، وبحمد الله تعالى فإن ما تتمتع به المدرسة الإسلامیة من روح جذابة للجمال وللکمال ودفَّاعة للشر والنقص یجعلها المتصدرة فی عالم القبول لمعارفها بل ویؤهلها لأن تکون الأول على وجه الکرة الأرضیة فی سباق ومضمار المقبولیة لدى جمیع البشر، وذلک لما علیه نفسیه وعقل وروح البشر من الشوق والرغبة الفطریة للتحلی بمعارف حقة جمیلة کاملة، وبهذا لا یمکن لأحد من البشریة بما أوتیت من أسلیب تسویقیة لما لدیها من الثقافات والمعلومات من الوصول إلى مستوى حقیقة الحقائق، وإلى مستوى الجمال الحقیقی للمعارف. لقد ظهرت فی القرن السابق وسائل الاتصال والتواصل بین الناس، ما جعل العالم مترابطاً بشکل شبکی مذهل، تکاد تشعر أنک فی بیت واحد یفصل بینک وبین الآخرین جدار وباب، بل وصل الحال تکاد تشعر أنک بحضور الآخرین فی جوارک، وهذا الأمر لا ینبغی أن یشکل أمراً غریباً على الحاملین لمسؤولیة الدعوة الإسلامیة، لأن مثل هذا الجو من ذاتیات الرسائل السماویة حیث الترابط شبکة السماء من أوائل بدء الخلیقة بعالم الیوم والغد، إضافة إلى شمولیة هذا الترابط الشبکی الوجودی بکل مکونات الوجود، وهذا کله یترابط بشکل رائع وجمیع بخالق الوجود، غایة ما فی الأمر أن على الداعیة أن یکون قادراً على توظیف تلک الرسالة السماویة الطاهرة فی عالم مادی تتفاوت فیه الادراک العقلیة، وتزید عناصر التحدی لها ما قد یظن المرء الذی لا خبرة لها فی عالم الرسائل السماویة باستحالة القدرة على النجاح، إلا أن المرتبط بالسماء یعلم أن هذا لا یشکل أمامه أی تحد لأنه یملک زمام النجاح والانتصار فی سوق المعارف الوجودیة الحقة. وهذا البحث یحاول تسلیط بعض الضوء على المسائل التی تقدمت، على أمل التوسعة فیها إن شاء الله تعالى لاحقاً.
ملخص الجهاز:
لقد ظهرت في القرن السابق وسائل الاتصال والتواصل بين الناس، ما جعل العالم مترابطاً بشكل شبكي مذهل، تكاد تشعر أنك في بيت واحد يفصل بينك وبين الآخرين جدار وباب، بل وصل الحال تكاد تشعر أنك بحضور الآخرين في جوارك، وهذا الأمر لا ينبغي أن يشكل أمراً غريباً على الحاملين لمسؤولية الدعوة الإسلامية، لأن مثل هذا الجو من ذاتيات الرسائل السماوية حيث الترابط شبكة السماء من أوائل بدء الخليقة بعالم اليوم والغد، إضافة إلى شمولية هذا الترابط الشبكي الوجودي بكل مكونات الوجود، وهذا كله يترابط بشكل رائع وجميع بخالق الوجود، غاية ما في الأمر أن على الداعية أن يكون قادراً على توظيف تلك الرسالة السماوية الطاهرة في عالم مادي تتفاوت فيه الادراك العقلية، وتزيد عناصر التحدي لها ما قد يظن المرء الذي لا خبرة لها في عالم الرسائل السماوية باستحالة القدرة على النجاح، إلا أن المرتبط بالسماء يعلم أن هذا لا يشكل أمامه أي تحد لأنه يملك زمام النجاح والانتصار في سوق المعارف الوجودية الحقة.
دراسة المجتمع الإفتراضي لا شك أن المجتمع الإفتراضي عالم «الفوضى الكبيرة» التي لا تنتهي فصولها، ولا يُعرف مداها وأساليبها، وهو في تنوع مستمر، ولكن لا يمكن فضل المجتمع الإفتراضي عن الواقع الإجتماعي، إلا أن الذي يزيد الأمر صعوبة بل وتحدياً خطيراً هو: من عادة المبلغ أن إذا أراد أن يقوم بعملية التبليغ على مجتمع ما أو على فرد ما، فإن دراسته ومعرفة عوامل النجاح والمعوقات والموانع لأجل استعمال الأساليب المناسبة للتبليغ يكون أمراً سهلاً، ولا يشكل تلك العقبة المانعة من ذلك إلا أن المجتمع الإفتراضي قد وضع المرء أمام تحد كبير، إذ هو عبارة عن مجتمعات بشرية متداخلة، اختلطت فيها المستويات، وتشعبت فيها المتطلبات، وتنوعت فيها الشخصيات، فتراك لا تتعامل مع شخصية معينة أمامك بل هي شخصيات وهمية بالنسبة إليك، مجهولة الهوية بل والقدر المتيقن ولو بنحو إجمالي هناك العدو المتربص المغرض الذي يكيد المكائد، ويتوكف الأخبار، لهذا نجد على من يتعامل مع هذا الواقع الإفتراضي الكبير جهداً مضاعفا متنوعاً متشعباً، وإذا ما أراد النجاح في هذا العالم فعليه أن يتحلى بوعي وبصيرة.