ملخص الجهاز:
محمد بن جواد الخرس( 1 المطلب الثاني: حفاوة الشيخ بالمؤلِّفين لقد عاش الشيخ الفضلي الكتابة فعشقها، وأحبَّ كل مَنْ يأخذها طريقاً في بناء الإنسان ومعارفه، حتّى صار قِبلَةً لمَنْ أراد الاسترشاد والاستئناس بوجهات نظره، ليس من أجل التصويب والتصحيح فقط، بل ومن أجل التوسُّع والإفاضة في الموضوعات التي سيكتب فيها، إذا كانت في مجال الدراسات القرآنية، والقراءات، والحديث وعلم الرجال، والفقه، والأصول، واللغة: نحواً، وصرفاً، وبلاغةً، وأدباً، والمنطق، والفلسفة، وعلم الكلام، والتاريخ الإسلامي، وكلّ علم من العلوم الإسلامية؛ لأنه سيجد فيه عالماً لا ساحل له، وسيدرك عن قرب مصداقية مقولة السيد محمد باقر الصدر& فيه حين خرج الشيخ الفضلي من الحوزة، وتوجَّه إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدّة عام 1971م، حيث قال له: «إنّ ممّا يحزّ في نفسي أن تكون أوضاع الحوزة بشكلٍ يزهد في الإقامة فيها أمثالكم، ممَّنْ يرفع الرأس عالياً، ويشكِّل رقماً من الأرقام الحيَّة على عظمة هذه الحوزة، التي تتيح ـ رغم كلّ تبعثرها ـ أن ينمو الطالب في داخلها بجهده الخاصّ، إلى أن يصل إلى هذا المستوى المرموق فضلاً وأدباً وثقافة.
4ـ اعتماد الجهات المختصّة لنتاجاتهم الفكرية، حيث لم تبقَ تلك الإبداعات رهينة الإقبال الفردي من قبل القرّاء، بل اعتمدتها النخبة العلمية، وكذلك الرسمية، إما كتباً درسية يتتلمذ عليه الطلاّب، أو مرجعاً يرجع إليه العلماء في أبحاثهم، كما هو الحال في كتاب عوالي اللآلي، للشيخ ابن أبي جمهور، حيث تحوَّل إلى مرجع في علم الحديث للعديد من مراجع التقليد في مباحثهم الفقهية واستدلالاتهم، بل تحوَّلت بعض الروايات التي نقلها في كتابه إلى قواعد فقهية من بعده، كقاعدة الناس مسلَّطون على أموالهم، وغيرها من القواعد التي مرَّ الحديث عنها في هذه المقالة عند الحديث عن الشيخ.