ملخص الجهاز:
ولعلّ أَوّل الكتب التي ظهرت في التراجم المتخصّصة كانت في تراجم الصحابة والتابعين وتابعيهم، إلىٰ جانب سيرة أئمّة أهل البيت والراوين عنهم من شيوخ الشيعة، ثمّ بدأت تتوالىٰ الكتب المتخصّصة، والتي يمكن تقسيم أهمّها في التالي: تراجم الصحابة: كان من الطبيعي أن يهتمّ المسلمون بكلّ ما يرتبط بشخصية النبي وسيرته، ويستضيئون بهديها في معرفة أمور دينهم، فالسنّة النبوية (سيرته، وقوله وتقريره) تعدّ من مصادر التشريع الإسلامي، وقد دفع الاهتمام بسيرة خاتم الأنبياء إلىٰ الاهتمام الموازي بسيرة صحابته، وقد كانت عناية علماء الإمامية أكبر من سواهم من أتباع الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرىٰ بسيرة الصحابة، وذلك لمعرفة مَن منهم كان قد التزم بالوصايا النبوية وتمسّك بما دعا له في وصيّته للإمام علي بن أبي طالب بالإمامة من بعده، وبالتالي التمسّك بمحبّة العترة واتّباعها، من هنا بدأت مسيرة التأليف عند الإمامية في تمييز صحابة الرسول علىٰ هذا الأساس.
وقد استمرّ هذا النهج قويّاً وعريضاً، وقد أسهم فيه العلماء وتصدّت له المؤسّسات والمراكز البحثية التي عكفت علىٰ وضع موسوعات متخصّصة في سيرة أهل البيت ودراستها دراسة تحليلية حديثة ومتخصّصة، ومن هذه المؤسّسات: مؤسّسة دار الحديث التي يشرف عليها الشيخ محمّد الريشهري، ومؤسّسة الإمام الصادق في قم تحت إشراف الشيخ جعفر السبحاني، إضافة إلىٰ العتبات المقدّسة في العراق التي تقوم بدور مهمّ في هذا المجال.
كما يحدّثنا الشيخ الطهراني أنّ كتابه في طبقات أعلام الشيعة، كان في الأساس استدراكاً لكتاب نجوم السماء، للسيّد محمّد علي الكشميري (ت 1309هـ)()، ولولد المؤلّف السيّد محمّد مهدي تكملة نجوم السماء، وللشيخ يوسف بن عبد الله البحراني (ت 1171هـ) تتمّة أمل الآمل().