ملخص الجهاز:
"لکن الأمر یحتاج إلی معرفة ردة فعل الرأی العام الیابانی الرسمی و الشعبی من جهة،و الحکرة الصهیونیة من جهة ثانیة:فالیابانیون ینظرون بعین الشک و الریبة لمشاریع الیهود،و لم ینسوا کیف تناولت الصحافة الیابانیة أهداف الیهود فی السیطرة علی الأسواق العالمیة.
تدارس الوزراء مشروع توطین الیهود فی«منشوکو»،و حاولوا صیاغة أجوبة علی عدد من الأسئلة المهمة: -هل یتلاءم هذا المشروع،أو یتناقض مع سیاسة هتلر بطرد الیهود من ألمانیا؟ -ما هو تأثیر الیهود الفعلی فی الولایات المتحدة،و هل یخفف تنفیذه من سوء العلاقات الیابانیة-الأمیرکیة؟ -إذا کان مجیء فقراء الیهود و المبعدین منهم فکرة محتملة،هل تقبل النخبة الیهودیة ترک أوطانهم و المجیء إلی منشوکو؟ -أین تکمن مصلحة الیابان الحقیقیة فی حال نجاح المشروع،و ما هو مدی الخسارة إذا أعلن عن المشروع و لم ینفذ؟ استغرقت المناقشة جزءا کبیرا من اللیل،و استدعی«جیزوک»و«یازو»و«أنوزوکا» للاستفادة مما یملکون من معلومات حول المسألة الیهودیة.
وجهة النظر الثانیة تقول بعدم إدارة الظهر للیهود ما دامت الحاجة ماسة لإعمار منشوریا و استخراج موادها الأولیة و الیهود هم الأکثر احتمالا للقیام بهذه المهمة، إضافة إلی أنه من الصعب علی الیابان أن تستمر بالعداء للولایات المتحدة الأمیرکیة، و قد یکون المشروع أحد المؤشرات لتحسین العلاقات مع أمیرکا عبر تأثیر اللوبی الیهودی.
سوء الطالع«العربی-الیهودی»: و قبل البدء بأیة خطوة تنفیذیة أوصی بها التقریر،اکفهرت الأجواء السیاسیة العالمیة،و انتهت الأزمة التشیکیة فی 13 آذار 1939 کما أراد هتلر الذی أصبح رجل أوروبا الأول،و الذی بادر إلی«افتعال»الأزمة البولونیة و بدا واضحا جدا أن کارثة کبری آتیة لا ریب فیها،و التی تحققت یوم 3 أیلول 1939 بإعلان الحرب العالمیة الثانیة،و تسابقت الدول علی دخول حلبة الصراع العسکری،و أصبح من الصعب،بل من المستحیل الإلتفات مع بدایة الحرب،إلی مشروع لتوطین الیهود فی منشوریا،فأرجیء البحث به،و وضع«علی الرف»بانتظار ما ستجلو عنه هذه الحرب المدمرة."