ملخص الجهاز:
"تطور البناء فی العهد الاموی: انتقلت الخلافة الی الموبین سنة 658 م و اصبحت دمشق عاصمة الامبراطوریة العربیة الکبری،و عندما اخذت الدولة بحظها الوافر من الترف و الرفاه نری المسلمین قد انتقلوا من القناعة بالضروری اللازم للحیاة البسیطة التی کانوا یحیونها الی الترف و البذخ فی سبیل اقامة اجمل المبانی الفخمة التی تتفق و مرکز امبراطوریتهم العظیمة،و بداوا فی بناء المساجد و الجوامع فاختاروا کنیسة(القدیس یوحنا)وحولوها الی مسجد جامع بعد ان اشتراها الولید بن عبد الملک من النصاری، و جاء بناء هذا الجامع آیة فی الفن وروعة فی الزخرفة و الجمال.
ثم انتقل عبد الملک بن مروان الی المسجد الاقصی فی القدس فاعاد بناء مسجد الصخرة و رصد لنفقاتها خراج مصر لسبع سنوات،فأمر أن تکون الصخرة فی وسط المسجد و تهییء مساحة مناسبة تحیط بالصخرة لطواف اکبر عدد ممکن من الحجاج حولها،و جعل فوق الصخرة قبة ذات اسطوانة قطرها 44 و 20 مترا و ارتفاع اعلی القبة عن الارض 60 و 30 مترا، و یحیط بالصخرة رواقان بشکل مثمن عدد العقود فیها 24 عقدا، و فی حلب اسس الامویون الجامع الاموی الکبیر(مسجد زکریا) سنة 715 م و اشتهر هذا المسجد بمئذنته المربعة الشکل ذات الهندسة السلجوقیة البدیعة.
ثم توسع الجانب الشرقی من المدینة و بنیت فیه قصور عدیدة و أسواق کثیرة و کان الامتداد الی جنوب معسکر المهدی فاحیطت کل هذه المبانی بسور عظیم واسع فی نهایة القرن الخامس الهجری،و اصبح لهذا السور اربعة ابواب فی الشمال (باب السلطان)،باب المعظم،و فی الشرق بابان الحلبة او (باب الطلسم)و فی الجنوب(باب کلواذا)،و قد شرع فی بناء هذا السور المستظهر بالله سنة 488 هـ-1035 م عندما اصبحت دار الخلافة فی وسطه،ثم اکمل بناء السور المسترشد بالله سنة 517 هـ-1123 م،وجدد بناءه الناصر لدین الله."