ملخص الجهاز:
"أهمیة الجانب الدینی فی المجتمع فالمجتمع الذی نشأ وفقا لمبادئ السماء السامیة هو مجتمع محصن امام التحدیات والأخطار التی تواجهه فی حیاته الإنسانیة، وان کانت طبیعة الإنسان واختیاره الحر فی انتخاب المبادئ والأسلوب والأهداف تقتضی الاختلاف، ومن ثم فی کثیر من الأمور تتصادم مسیرة أفراد البشر فی طریق الوصول إلی أهدافهم، أن المجتمع الدینی یؤمن بقوانین السماء المتعالیة والهادفة إلی صناعة الإنسان تعلیما وتربیة وهدایة نحو الکمال، وهو مؤمن أیضا بان الأفکار السماویة جاءت متناسقة مع الفطرة الإنسانیة وعقلانیة البشر، وکل ما یشاهد من تعارض أو تناقض ظاهری هو ناتج من سوء فهم أو إفهام من قبل الفرد أو المجتمع ولا غیر، والتراث الإسلامی من کتاب وسنة یؤکد تماما علی توافق حکم الشرع الإلهی وحکم العقل، إذا کانت آلیات کشف الحکم بدیهیة ومدروسة ودقیقة.
نشر الثقافة تعمیم کل ثقافة وترسیخ کل حضارة فی مجتمع ما تارة یستلزم مدة زمنیة تفوق العقود والقرون، وتقوم بها قیادات سماویة مصلحة وحکماء یستنفذون کل طاقاتهم وینذرون حیاتهم فی سبیل تحقیق أهدافهم المتعالیة، والوصول إلی هذه الأهداف یتم عبر التخطیط، والتخطیط له أصول وأسس ومتطلبات کثیرة منها الرسالة الواضحة والبینة وفهم الرسالة بواسطة دعاتها وإفهام الجمهور وتقبل الأمة لها بعد استخدام الأسالیب والفنون المختلفة والمناسبة مع متطلبات کل عصر لتوصیل الرسالة ﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه لیبین لهم فیضل الله من یشاء ویهدی من یشاء وهو العزیز الحکیم ﴾( 227 )، والتخصص اللازم فی طریقة الأداء والعمل علی تطویر أسلوب الخطاب والإبداع فی العمل لتوصیل الفکرة."