ملخص الجهاز:
"لانه ینتظر ازدیاد عدد المرضی زیادة مطردة!و یبنی فرضه هذا علی الاحصاء و الاستنتاج العلمی،فقد لا حظ أن 868 دخلوا مستشفی الخانقاه فی سنة واحدة،منهم 103 فی شهریونیو وحده و هو أقصی عدد دخل فی شهر واحد،و متوسط الداخلین فی ابریل و مایو 99 و هو عدد لا یوجد ی أی مستشفی تعالج فیه الامراض العقلیة، و هنا ملحوظة فی غایة الاهمیة،قال الدکتور «و مما یجعل هذه النسبة أدعی الی العجب و الاستغراب،ذلک النقص المحسوس فی عدد المصابین بالبلاجرا بین مرضی المستشفی خلال السنوات الماضیة»و معنی هذه الملحوظة أن معظم مرضی العقول کانوا فی الماضی من الفلاحین الذین یأکلون خبز الاذرة المقشورة الناقصة فی موادها الحیویة و خصوصا مادة(فیتامین)فیتسبب عن قلة التغذیة ضعف یصل الی المخ،و یظهر أن الرخاء النسبی الذی نالته مصر قد قلل عدد هؤلاء المساکین فکیف یعلل الدکتور دوجن کثرة المرضی مع ذلک?الجواب بسیط،فان النوعین الآخرین من المرضی هما أولا ذوو الشلل العام المتسبب عن انتشار الامراض الزهریة،و ثانیا ضحایا السموم المخدرة مثل المورفین و الکوکایین و الهیرویین،أما الحشیش فلا یسبب الا جنونا وقتیا لا تزید مدة معالجته عن أربعة أشهر فهو أخف المخدرات ضررا لان عادة تعاطیه لا تتاصل عند صاحبها کتاصل عادة تعاطی غیره من العقاقیر بل هو فی ذلک أقل ضررا من الطباق و الخمور و النتیجة المنطقیة لتقریر الدکتور دوجن لیست کما یقترح و هو تأسیس مستشفیین انتظارا للزیادة المطردة،و لکنها مکافخة أسباب انتشار الامراض الزهریة و انتشار عادة تعاطی المواد المخدرة أما العلاج المجانی فقد مر باربع مراحل فی کل الامم منذ عرف علاج ذوی العاهات العقلیة المرحلة الاولی:استعمال طرق التکتیف المیکانیکیة،و قد اندثرت هذه الطریقة نهائیا لاسباب انسانیة المرحلة الثانیة:یستعان فیها علی ضبط قیاد المرضی بواسطة العزل و قد حلت محل الطریقة الاولی تخفیفا لها."