ملخص الجهاز:
"*** المذهب العقلی یؤمن بالسببیة،و یرتب علی ذلک الموقف نتائج یخبرنا بها الصدر قائلا: «و یؤمن المذهب العقلی لأجل ذلک بقیام علاقة السببیة فی المعرفة البشریة بین بعض المعلومات و بعض فإن کل معرفة إنما تتولد عن معرفة سابقة،و هکذا تلک المعرفة حتی ینتهی التسلسل الصاعد إلی المعارف العقلیة الأولیة التی لم تنشأ عن معارف سابقة،و تعتبر لهذا السبب العلل الأولی للمعرفة.
*** و یأتی الصدر إلی ذکر المبررات الرأسمالیة للفائدة25و ینقدها واحدا فواحدا: «و جاءت الرأسمالیة أخیرا علی ید بعض رجالاتها بأقوی مبرراتها للفائدة،إذ فسرتها بوصفها تعبیرا عن الفارق بین قیمة السلع الحاضرة و قیمة سلع المستقبل،اعتقادا منها بأن للزمن دورا إیجابیا فی تکوین القیمة،فالقیمة التبادلیة لدینار الیوم أکبر من القیمة التبادلیة لدینار المستقبل،فإذا أقرضت غیرک دینارا إلی سنة،کان من حقک فی نهایة السنة أن تحصل علی أکثر من دینار،لتسترد بذلک ما یساوی القیمة التبادلیة للدینار الذی أقرضته،و کلما بعد میعاد الوفاء ازدادت الفائدة التی یستحقها الرأسمالی تبعا لإزدیاد الفرق بین قیمة الحاضر و قیمة المستقبل،بامتداد الفاصل الزمنی بینهما و ابتعاده.
و فی مجال بیان أن من الخطأ فهم(ظاهرة الثبات فی الملکیة)هذا المفهوم الإسلامی علی أساس رأسمالی نجد الصدر یقول: «و قد یخیل للبعض أن هذه الملکیة-أی تملک صاحب الصوف لنسیج صوفه و احتفاظ مالک المادة بملکیته لها مهما طرأ علیها من تطویر نتیجة لعمل غیره فیها-تعنی أن الثروة المنتجة یستأثر بها رأس المال و القوی المادیة فی الإنتاج نظرا إلی أن مادة السلعة المنتجة-و هی الصوف فی مثالنا-تعتبر من الناحیة الإقتصادیة نوعا من رأس المال فی عملیة الغزل و النسیج، لأن المادة الخام لکل سلعة منتجة تشکل نوعا من رأس المال فی عملیة إنتاجها."