ملخص الجهاز:
"و لکل منها سکرتیر فرنسی بل لقد ذهبت أبعد من هذا و زعمت أن البربر من أصل أوربی مسیحی و قد استطاع المغرب الحصول علی استقلاله عام 1956 و اعترفت الحکومة الفرنسیة باستقلال مراکش و وحدة أراضیها و سیادتها الداخلیة و الخارجیة و حق الحکومة المراکشیة فی ادارة منطقة الاحتلال الاسبانی کجزء من الدولة المغربیة و انتهی العمل بقوانین تدویل طنجة و لم تعد مدینة دولیة بل مدینة مغربیة و لم یکن لمراکش فی یوم من الایام عاصمة قومیة ثابتة تتجه نحوها القبائل المختلفة و لذلک لم تتمتع مطلقا بالوحدة السیاسیة الشاملة فالطبیعة ساعدت علی تمزیق وحدتها کذلک افتقار البلاد لعاصمة ذات مرکز متوسط یتخذها المراکشی مرکزا رئیسا الامر الذی أدی الی تعدد العواصم بتعدد الدویلات الکثیرة التی تتابعت علی تربة هذا الوطن.
لقد حاولت الدولة العثمانیة التی ظلت تفرض سلطانها علی الوطن العربی نحو أربعة قرون أن تذیب القومیة العربیة و ان تصرف العرب عن وحدتهم فأخذت تدعو الی فکرة الجامعة الاسلامیة و الوحدة الاسلامیة بین الاقطار الاسلامیة تحت رایة تلک الدولة،و قد حمل لواء هذه الفکرة بعض کبار الادباء و الکتاب و المفکرین المسلمین و منهم السید جمال الدین الافغانی الذی زار مصر و أقام فیها عدة سنوات فی عهد الخدیو اسماعیل و قد ادعی لنفسه حق التحدث باسم الامة المصریة و المطالبة بالدستور و الامر الذی لا یقبل الجدل ان الدین وحده لیس عنصرا کافیا لقیام الوحدة بین الاقطار و حتی لخلق القومیة و قیام الدولة الحدیثة کما ان اختلاف الظروف الجغرافیة و السیاسیة و الاجتماعیة و اختلاف اللغة بین الاقطار الاسلامیة لا یجعل قیام هذه الجامعة الاسلامیة التی تحدث عنها الافغانی و تلامیذه من أمثال الشیخ محمد عبده و السید عبد الله الندیم و مصطفی کامل أمرا سهلا أو حتی ممکنا."