ملخص الجهاز:
"و قدرة التمهید لهذا الحشد المضاد،بإطلاق نعوت تصف الإسلام بالإرهاب،و کل مسلم بأنه مشروع إرهابی،إلا أن ذلک،رغم خطورته،لم یحد من الصحوة الإسلامیة بل علی العکس من ذلک،جعلها مقبولة باعتبارها مهددة،فتم اللجوء إلی الغزو الثقافی لتهدید أرکان الصحوة الإسلامیة،و هز أصالتها و ثقافتها بوصفها بالرجعیة و الأصولیة،و عدم مسایرة التطور و الحداثة و العصرنة.
و حین بدأت محاولات تعمیم النظام الإقلیمی الجدید،سواء کانت الشرق أوسطیة،أو غیرها،فإن الأسلوب الذی تم اعتماده،هو التبشیر بثقافة جدیدة، ثقافات إقلیمیة تمهد للإنفتاح علی الثقافة الغربیة،کمرحلة بسیطة لإلغاء تمایز ثقافات الأمم أو شعوب إقلیم ما،حیث التخطی للتمایز لصالح الإقلیم لا یشکل تخوفا من الخروج المباشر و الفوری من الأصالة أو القیم،و لکن ذلک کان محسوب الخطوات،حیث إلغاء التمایز أولا،ثم الهیمنة من خلال الطرح الإقلیمی لصالح الثقافة«الأقوی»الغازیة لکل الأمم و الشعوب..
إن البدایة تتحدد بتحقیق اختراق فی قیم الشعوب،حیث القیم التی تشکل خط دفاع غیر مرئی،بل هو فی عمق الوجدان و التراث و حیاة الأمم،و هذا الاختراق،یبشر به الغزو الثقافی الذی یعطی البدیل کنهج وحید لحیاة حرة دیموقراطیة،تبدأ بالفرد،و لمصلحة الفرد علی حساب المجموع و رؤیة المجموع..
ثالثا:فی الترابط و العلاقة بین الغزو الثقافی و التسویات و التطبیع و دور الغزوة الإعلامیة: علی مدی ما یقرب من الخمسین عاما،لم یستطیع الکیان الصهیونی،أن یکون جزءا من هذه المنطقة..
إن الترابط یظهر بأوضح تجلیاته بین الغزو الثقافی و التمهید الإعلامی و بین التسویات مع العدو الصهیونی،کل ذلک برعایة السید الأمریکی،الذی عندما تفتقر غزوته الثقافیة إلی الحجج المقنعة یظهر علی حقیقته.."