ملخص الجهاز:
"ألا و هو سلامة الجسم و من ثم خفة الحرکة و الیک بعض الأمثلة: ان الجراح الشهیر ریدل کان مصابا بکسر فی فخذه یعوقه عن حرکاته و کان الجراح دالجون الذین توفی أخیرا أعور و کان لانیک الذی قلب علم الجراحة رأسا علی عقب مصابا بالسل،ضعیف الجسم هزیلا إلی حد بعید و کان فارابوف تقیل السمع بطیء الحرکة و هناک کثیرون من مشاهیر الجراحین کانوا مصابین بأمراض و عاهات عدة لم تمنعهم من النجاح فی مهنتهم و القیام بأعمال عجز دونها سلیمو الاجسام خفاف ألحرکة و هذا ما یزید المسألة التی بسطناها تعقیدا و صعوبة فی الحل،و ما یثبت من ناحیة أخری صحة النظریة القائلة بوجوب درس المیول و الغرائز و الحالة النفسیة و المواهب الجسدیة و العقلیة، قبل الأقدام علی اختیار حرفة أو مهنة فی الحیاة و یخطیء کثیرا أولئک الذین یقدمون علی ذلک،دون الأخذ بهذه النظریة التی أثبتت التجارب صحتها و ضرورتها،و التی أصبحت الآن معمولا بها فی جمیع الدوائر العلمیة و الفنیة و الصناعیة فی أوربا فکل انسان یمتاز عن الآخر بمواهبه الخاصة،و میوله و غرائزه و ذکائه و إذا کان ذلک الانسان یرغب فی ضمان النجاح فی حیاته،فانه یجب علیه أن یجعل المهنة أو الحرفة التی ینصرف لها قائمة علی قاعدة تلک المواهب و المیول و الغرائز و لا نقول ان«الحظ»کلمة جوفاء،بل نقول و نؤ کد أن الحظ یمکن استجلابه و انتزاعه انتزاعا من مجاهل الاقدار،بالاستعداد له و التذرع بوسائل التوفیق و الفوز و النجاح الویل للمغلوب فی سنة 093 قبل المیلاد هاجم القائد الغالی برینوس بقبائله القویة أطراف الدولة الرومانیة فاجتاح أرضها و دخل روما ظافرا منصورا."