ملخص الجهاز:
"و لقد عنی المستشرقون بالکتابة عن«المبادیء الإسلامیة أو الفقه أو الفرق و المذاهب الإسلامیة أو المسائل الدینیة أو الدعوة الإسلامیة أو حیاة الرسول الکریم أو القرآن المجید؛فلقد شغلت مثل هذه المرضوعات اهتمامات المستشرقین فی کل من فرنسا و ألمانیا و بریطانیا و أمریکا لا سیما منذ نهایة القرن الثامن عشر فصاعدا لما لها من علاقة سیاسیة وثیقة بحرکة التوسع و الاستعمار الأوربی»[ص 9-10] إن المستشرق ذا الهدف السیاسی،یدرس الماضی العربی الإسلامی لیتهدی إلی مواطن الضعف و القوة،لکی یهیء الأرض لرجال السیاسة فی بلده،فلما اتجه البرتغالیون لاستعمار المنطقة العربیة،و السیطرة علیها،و علی طرق التجارة سبق هذا المشروع حرکة الاستکشافات الجغرافیة[ص 13].
تلک أسباب زادت من اهتمام الغرب بالشرق،و قد اتصفت حرکة الاستشراق فی هذه المرحلة الثانیة بصفات منها:أن العنایة باللغة و الأدب دراسة و تحقیقا و نشرا قد ضعفت عدا الاستشراق الألمانی،إذ واصل نولدکه عنایته باللغة العربیة،و التألیف فی قواعدها کما کتب آدم متز عن الشعر العربی،أما التوجیه نحو المخطوطات العربیة عامة،فقد نشطت حرکة التحقیق و النشر لشتی المخطوطات فی مختلف میدان المعرفة،و لا سیما کتب التاریخ،فقد حقق المستشرق أمدروز تجارب الأمم لمسکویه،و تحفة الأسرار فی تاریخ الوزراء لهلال الصابی و ذیل تاریخ دمشق لابن القلانسی کما کتب المستشرق لی سترنج کتابین تاریخیین الأول عن بغداد عاصمة الخلافة العباسیة و الآخر عن بلدان الخلافة الشرقیة و مما اتصفت به هذه المرحلة،العنایة الفائقة بالعقائة الإسلامیة و الدین الإسلامی،و حیاة الرسول الکریم،و هی«مسألة تحمل أهمیة خاصة إذا ما التفتنا إلی الظروف السیاسیة التی سبقت الحرب العالمیة الأولی و التی تلتها و محاولات الدول الأجنبیة تثبیت سیطرتها علی المناطق العربیة»[ص 52]."