ملخص الجهاز:
"و هذه الطریقة التجریبیة نصادفها فی أغلب المخطوطات التی جاءت بعد التبصرة فی العهد المملوکی،و النص السابق بفنی عن التعلیق،لوضوح الافکار الفیزیائیة التطبیقیة فیه،و لحسن سیر التجربة التی تم الربط فیها بین قوة الثقالة و استطالة الوتر الحریری فی القوس،و بالتالی تعبر التجربة عن قوة توتر الوتر بالاثقال بـ«الحیل» و خاصة عند التلوانی:«فتکون تلک الارطال زنة حیل ذلک القوس.
»8و هذه الاجراءات تبین مدی فهمه لمسالة الاحتکاک و علاقتها بسرعة دوران محور المنجنیق«السهم»،و بالتالی سرعة رمی القذیفة و حرکة الثقل المعاکس،و فی مواضع أخری من الکتاب تبدو المفاهیم العلمیة الفیزیائیة أکثر وضوحا و خاصة عند الاشارة الی تدریجات القنداق،اذ یتم الربط مباشرة بین مدی القذیفة«منزلة»و الفتحة«زاویة الرمی»بعلاقة طردیة تربط المسافة بزاویة الرمی:«صفة قنداق و خاصتها أنها ترمی بها مرة بها مرة بعد أخری، و کل مرد أبعد من الاخری...
اذن یمکن القول ان نوعیة المواد و نسبها الوزنیة او الحجمیة المضافة بعضها الی بعض هی مفتاح الصناعات الحربیة و سر نجاحها و خاصة فی الاصناف ذات الصبغة الکیمیائیة،اما فی الآلات و الادوات نفسها،فالتناسب یتحقق بین الاجزاء،و کل جزء مکون للآلة الحربیة یشکل مرجعا معیاریا للاقسام المتبقیة،یتم التقایس بواسطتها للوصول الی حالة الانسجام و التوافق التسام التی تم التأکد من صلاحیتها و نجاحها تجریبیا:«أعلم أن الوتر الطویل أطرد للسهم و أحد و أسرع و لکن اذا أفرط الطول حدث منه انقلاب.."