ملخص الجهاز:
"و قد تزامن القرن السادس عشر مع التوسعات و الانتصارات التی وصلت فیها الدولة العثمانیة الی ذروتها،مما انعکس أیضا علی الولایات الاخری و خاصة دمشق و بلاد الشام بعامة لما أصبحت تعنیه بالنسبة للدولة العثمانیة بسبب الاهمیة المتزایدة لقافلة الحج الشامی و للموارد الاقتصادیة التی مولت فتوحها بها،و هکذا فقد تجسد هذا الاهتمام المتزاید بدمشق و بلاد الشام بقیام السلاطین(سلیم الاول،سلیمان القانونی)و الولاة الکبار مثل(أحمد باشا مصطفی باشا،مراد باشا،سنان باشا،و غیرهم)ببناء المنشات الاقتصادیة و الاجتماعیة الثقافیة المختلفة التی أدت الی بروز ملامح جدیدة لدمشق فی القرن السادس عشر.
الوقف-منشآت أحمد باشا: علی عادة الولاة الکبار فی القرن السادس عشر أنشأ أحمد باشا وقفا ضخما فی دمشق تتضمن منشآت دینیة و اقتصادیة و اجتماعیة،و فی الحقیقة لقد کان عصب الوقف یتمثل فی المدرسة-الخانقاه التی بناها فی الطرف الغربی لدمشق،و التی الحق بها تکیة لتقدیم الوجبات المجانیة،لأجل تغطیة مصاریف هذه المنشآت بنی أحمد باشا بالقرب منها خانا کبیرا(خان الجوخیة)و أنشأ سوقا مهما فی الجوار (سوق السیباهیة-الأروام).
و تجدر الاشارة هنا الی أن هذه المنشأة العمرانیة الجدیدة التی أقامها أحمد باشا أصبحت تعتبر«من محاسن دمشق»منذ ذلک الوقت،و ذلک علی حد تعبیر المؤرخ المعاصر البورینی الذی رآها«علی وضع لطیف»و خاصة بما تمیزت به من«برکة عظیمة و بستان لطیف واقع فی وسطها»26.
و لا بد من الاشارة هنا الی أن الوقفیة تثیر بعض القضایا لدی تحدیدها الجهات الاربع لهذا السوق،فهی تذکر أن خندق القلعة کان یشکل الحد الشمالی،أی أن الجانب الشمالی من هذا السوق(17 حانوت)کان لا یفصله عن السور الغربی للقلعة الا الخندق المشار الیه،و الذی توثق الوقفیة وجوده حتی ذلک الحین."