ملخص الجهاز:
"لهذا حرص سلاطین غزنة،علی ان یکون العارض قدیرا و خبیرا و شجاعا إضافة الی ولائه المطلق للأسرة الحاکمة،و ندرک هنا،معنی ان تحتفل اجهزة الدولة بقادة و رؤساء دیوان العرض حیث احیطوا بهالة عظیمة من الاحترام و التقدیر و جعلتهم یمتازون علی سائر الموظفین فی الدولة،و یکشف المؤرخ البیهقی الذی عاصر الدولة الغزنویة فترة طویلة من الزمن،عن الاحتفالات الکبیرة التی کان یدعو الیها السلاطین بمناسبة تعیین و تنصیب العارض،فیورد فی هذا المضمون «لما تم تعیین أبی سهل الزوزنی لدیوان العرض،کان السلطان قد أشار علیه بالتقدم نحوه،حیث قبل الزوزنی الارض ثم انصرف،فذهب به اثنان من الحجاب احدهما من داخل السرای(القصر)و الأخر من خارجها الی خزانه الملابس،حیث ألبسوة خلعة فاخرة للغایة اعدت له لیلا،من جملتها منطقة ذهبیة بسبعمائة مثقال.
أما مظاهر التکریم و الاحتفاء بهؤلاء الحجاب فکانت من سمات العصر الغزنوی البارزة،کشفت لنا عن اهمیة هؤلاء داخل اجهزة الدولة بادارتها المختلفة،و مثال ذلک،فقد اعدت سنة 422 هـ/1030 م خلعة فاخرة لکبیر الحجاب بلکاتکین،کان من جملتها: «الکوس و الرایات العریضة و الشارات و الغلمان و اکیاس النقد و الکساوی غیر المخیطة،یرتدی خلعد سوداء و قلنسوة ذات الرکنین و منطقة من ذهب»107،ثم یذهب الی البلاط السلطانی لیؤدی فروض الطاعة و الولاء تمشیا مع المراسیم العهودة عند الغزنویین،بعدها یعود الی داره حیث یقدم له الأکابر و الأعیان هدایا کثیرة جدا108، و منحت الدولة القابا مختلفة للحجاب،فمنهم من نعت بالأمیر،کما حصل مع کبیر الحجاب علی قریب،ایام السلطان محمود الغزنوی109،اما الغالبیة العظمی فقد منحوا لقب الخواجة-و هو من الالقاب البارزد السائدة ایام الغزنویین،إذ کانت تمنح ایضا للوزراء و للعارض و لصاحب دیوان الانشاء110،و کانت الشجاعة و الذکاء و قوة الشخصیة و الاخلاص من اهم الصفات التی حرص سلاطین غزنة علی توفرها بمن یتولی هذا المنصب الهام111."