ملخص الجهاز:
"إن هذه الروایة توضح لنا:کیف أن (القضا و القدر)لیس دلیلا علی(الجبر) و أن بینهما فواصل بعیدة و إذا کان قد أساء الاستفادة من هذه المسألة بعض من المستشرقین:فانما ذلک لغرض الدس أو لجهلهم بالمعارف الاسلامیة العالیة،و إنما تکلموا فیما لصلاح له فیه:أو تقلیدا لما فی بعض الکتب الکلامیة الجدلیة للأشاعرة، إعتذارات واهیة : کتب(آلبر ماله)فی تاریخه یقول:لم یکن الاسلام فی أیامه الأولی سوی الدعوة إلی العقیدة بتوحید الله الخالق،و رسالة محمد بن عبد الله ثم أضاف علماء الکلام فی» الاسلام الی هذه الأصول مسائل اخری، منها:أن الله هو الذی یقدر مصائر الامور، بما لا تغییر فیه و لا تبدیل و أسموه الجبر 2.
و هو رأی الکاتب الامریکی الشهیر (واشبختون إیرفنج)فی کتاب له فی التعریف بالاسلام و الرسول محمد(ص)نقلها الدکتور (محمد حسین هیکل)فی کتابه حیاة محمد (ص)یقول: «القاعدة السادسة و الأخیرة من قواعد العقیدة الاسلامیة هی الجبریة و قد أقام(محمد)جل اعتماده علی هذه القاعدة لنجاح شؤونه الحربیة،فقد قرر أن کل حادث یقع فی الحیاة قد سبق فی علم الله تقدیره،فکتب فی لوح الخلد قبل أن یبرأ الله العالم،و أن مصیر الانسان و ساعة أجله قد عینت تعیینا لا مرد له،فلا یمکن أن تتقدم أو تتأخهر بأی مجهود من مجهودات الحکمة الانسانیة أو بعد النظر و بهذا الاقتناع کان المسلمون یخوضون غمار المعارک دون أن ینال منهم الخوف،فما دام الموت فی هذه المعارک هو عدل الاستشهاد الذی یسرع بصاحبه إلی الجنة فقد کانت لهم الثقة بالفوز فی حالتی الاستشهاد و الانتصار»6."