ملخص الجهاز:
"ثم أهمل هذا الموضوع ببساطة و أقیمت طاولة ثلاثیة الاضلاع متصلة الزوایا و لکن شریطة ان یتوجه الفریق اللبنانی بالکلام الی الوسیط الدولی علی ان ینقله بدوره الی الفریق الاسرائیلی و بالعکس بحیث لا یکون ثمة تماس لغوی اذا جاز التعبیر بین فریقی المفاوضات باعتبار أن لبنان لم یسقط من حسابه،بعد،اتفاقیة الهدنة التی أقرت، فی جملة ما أقرته الهدنة بین الدولتین و لکن دون إلغاء حالة الحرب بینهما.
وجه المفارقة الثانیة یتعلق بالمعارض اللبنانی الذی انطلق الی الناقورة و معه تفویض بشروط من الحکومة الکرامیة یستند الی القرارات الدولیة بشأن الجنوب و الاحتلال و خاصة القرار 425 و القرارین 508 و 509 أی الی قوة«الشرعیة الدولیة»بالدرجة الأولی،متناسبا ربما أن ما یسمونه بالشرعیة الدولیة لیس لها من القوة و المصداقیة المیدانیة إلا ما نتحصله من الاتفاق و التفاهم بین الدولتین العظمیین بدلیل قریب منا و هو ان قوات الاحتلال لم تأبه فی حزیران 1982 لوجود«شرعیة دولیة»فی الجنوب فاخترقت خطوطها و ترکتها وراءها و هی تتقدم الی بیروت غیر عائبة بهذه المظلة التی لا حول لها و لا قوة.
و عندما وصلت المفاوضات الی هذا النفق و بعد أن أصبح من العسیر علی المفاوض اللبنانی التراجع او التنصل من متابعة الشوط الغامض مخافة أن یظهر بمظهر المتصلب و هو الذی لا یملک فی الواقع المیدانی ان یفعل ذلک قدمت اسرائیل شروطها و هی التالیة: أولا:نعم للقوات الدولیة و لکن شریطة انتشارها شمالی خط اللیطانی فی أحسن الحالات وصولا الی البقاع الغربی للفصل مع القوات السوریة و الی الحدود السوریة اللبنانیة أیضا."