ملخص الجهاز:
"حدود الصداقة و حقوقها: و الصداقة فی مفهومها الاسلامی لیست هذه التی بین عامة الناس من الماملة و المحبة القائمة علی أساس المنفعة و المصلحة،و إنما هی من الصدق فی الصحبة،و تقوم علی أساس التصافی و التحابب و الصدق فی التعامل و حقوقها عظیمة و کبیرة،و هی نادرة فیما بین الناس من العلاقات،و ما دون ذلک درجات من الصحبة ینبغی أن یحافظ علیها الانسان المسلم و لا یضیعها و لا یفرط بها و لکنها لیست من الصداقة الکاملة الواردة فی النصوص الاسلامیة: *عن الامام الصادق(ع)أنه قال: «الصداقة محدودة،و من لم تکن فیه تلک الحدود فلا تنسبه الی کمال الصداقة و من لم یکن فیه شیء من تلک الحدود فلا تنسبه الی شیء من الصداقة: أولها:أن تکون سریرته و علانیته لک واحدة.
و من عوامل الوقایة المؤثرة فی المحافظة علی العلاقة من الخلافات و المشاکل و الحساسیات التی تنشب بین الأخوة و الأصدقاء:حسن الصحبة و رعایة حقوقها،و الصداقة و الأخوة،و الاهتمام بهذه النقطة الأساسیة و الحساسة یحول دون بروز الکثیر من الخلافات فیما بین الأخوة و المعارف و الأصدقاء: *عن المفضل قال:دخلت علی أبی عبد الله الصادق(ع)،فقال لی:«من صحبک؟»فقلت له:رجل من اخوانی،قال:«فما فعل؟»،فقتل:منذ دخلت المدینة لم أعرف مکانه،فقال لی: «أما علمت أن من صحب مؤمنا أربعین خطوة سأله الله عنه یوم القیامة»11.
فأسرة الانسان و أهله و أقربائه من أقرب الناس و ألصقهم صلة به و أعرفهم به،فإذا کانت العلاقة قائمة علی أسس سلیمة کان أهله و أقرباؤه أسرع الناس الی نجدته و امداده و عونه و حمایته کلما دعت الی ذلک الحاجة: *عن الامام علی(ع)أنه قال: «أیها الناس انه لا یستغنی الرجل و إن کان ذا مال عن عترته و دفاعهم عنه بأیدیهم و ألسنتهم و هم أعظم الناس حیطة من ورائه و ألمهم بشعثه و أعظمهم علیه عند نازلة إن نزلت به،و لسان الصدق یجعله الله للمرء فی الناس خیر من المال یرثه غیره."