ملخص الجهاز:
"لکن السؤال الذی یطرح الآن هو کیف یمکن أن تنعکس سیاسة الاصلاح «السوفیاتیة»و التحولات فی أوربا الشرقیة علی العالمین الاسلامیو العربی؟ من السابق لأوانه التنبؤ بالحدود النهائیة لانعکاسات السیاسة الاصلاحیة علی هذین العالمین،إنمات یمکن استشرافه فی المستقل القریب،لا بد من اسناده الی أولویات أساسیة،مثل طبیعة هذه الدول و ظروفها و طبیعة شعوبها و قضایاهم السیاسة،و مشاریع الاستکبار العالمی الجدیدة فی توجیه سیاساته باتجاهها،و ما یمکن توقعه علی هذا الصعید: أولا:هناک دول کثیرة فی العالم کانت تبنی سیاستها و مصالحها علی تناقض مصالح الجبارین،أما بعد خروج الاتحاد«السوفیاتی»و لو جزئیا من دائرة التأثیر فی السیاسة الدولیة،فإن المساحات السیاسیة و البشریة التی خرج منها لا تستطیع بعد الیوم أن تستفید من هذا التناقض،و إذ ذاک فإن أمام هذه الدول خیارین محدودین:فإما أن تمیل مع القطب الذی سیحاصرها و یحاول الاستئثار بالعالم،و إما أن تلجأ الی اعادة بناء مجدها علی أسس جدیدة منحنیة أمام العاصفة الهوجاء،التی ستحاول«أمیرکا»اثارتها بعد خلو الساحة الدولیة لقوتها.
أما إذا ما استطاعت أی دولة مستقبلا التصدی للتوازن مع «أمیرکا»فإنه من غیر المستبعد أن تطلق أمیرکا یدها فی کل العالم و هذه المسألة قد تبدو سلبیة فی ظاهرها إلا انها فی جوهرها قد تکون خلاف ما یبدو للوهلة الأولی،فإن بروز الدور«الأمیرکی»مباشرة،أو من خلال الأنظمة الحاکمة التی تجهد فی دفع تسلطها علی الشعوب الی الحدود التی تراعی فیها المصالح الامیرکیة بلا ضوابط،لا بد أن یشکل هذا النمط ولادة حالة غضب شاملة،عند شتلک الأمم،ضد«أمیرکا»و مصالحها،و علی رأس هذه الشعوب بالطبع الشعوب الاسلامیة و قد یبدو ذلک علی مستویین: الأول:اتجاه نفس سیاسات هذه الدول الممسوخة داخل دولها،و الثانی اتجاه قضایا هذه الشعوب الکبری کالقضیة الفلسطینیة و غیرها."