ملخص الجهاز:
"و یذکر الأمیر شکیب أرسلان بأن هذه الأحداث السیاسیة التی عاشتها أسرة بنی سراج زمن الأیسر و أبی عبد الله الزغیر، کانتت مجالا خصبا لبعض الأغانی الشعبیة،فقد أشارت بعض الأغانی المتعلقة بفتح قلعة الحامة123الی واقعة مقتل أفراد من بنی سراج زمن الزغیر124فی حین تذکر راشیل آرییه أن قصیدة«آه من حامتی»الرومانثیة الخاصة بموضوع بنی سراج قد ألفت بمناسبة سقوط الحامة فی أیدی القوات القشتالیة بقیادة مرکیز قادش و هی القوات التی انضمت الیها أجناد اشبیلیة و نجحت فی النهایة فی الاستیلاء علی مدینة الحامة الصغیرة الواقعة علی جانب من الجادة التی تربط غرناطة بمالقة،و استؤنفت بعدها حرکة الریکونیکستا و هی الحرب (123)الحامة أو الحمة Alhama ،تقع علی بعد أربعین کیلومترا جنوب غربی غرناطة و سمیت بهذا الأسم لتفجر العیون الحارة بها و قد أورد صاحب نبذة العصر أخبارا عن سقوطها فی أیدی النصاری سنة 887 هـ-(1422 م)(نبذة العصر،ص 10،51)و لمزید من التفاصیل عن سقوطها وجهود السلطان أبی الحسن علی للدفاع عنها(ارجع الی محمد عبد الله عنان،نهایة الاندلس، ص 201،202).
کانت هذه الأحداث موضوعا للروایات و الأساطیر الشعبیة التی حرفت الحقیقة التاریخیة فخطت بین السبب الحقیقی الذی دفع أبا الحسن علی الی الانتقام من بنی سراج و هو سبب سیاسی کما ذکرنا فجعلت وراء هذه النکبة التی حلت بهذه الأسرة العریقة قصة عاطفیة رقیقة،تقول الأسطورة أو الروایة التی وردت فی الأغانی الاسبانیة و التی أشار الیها الوزیر محمد بن عبد الوهاب الغسانی سفیر ملک المغرب الی ملک اسبانیا فی أواخر القرن السابع عشر فی رحلته نقلا عن التواریخ الاسبانیة127أن عمید هذه الأسرة،محمد بن سراج الذی کان من أبرز الفرسان و أشهرهم فی غرناطة فی زمنه،هام بحب أمیرة من الأسرة المالکة اسمها«الفاهمة»مما أثار علیه غضب السلطان فی ذلک الوقت،فقرر سحق الأسرة کلها،فدیر مؤامرة لقتلهم."