ملخص الجهاز:
"لقد کان لثورة الشباب الأتراک وما نتج عنها أثر بالغ فی ترغیب علماء الدین ـ إلی جانب الأدباء والشعراء ـ للنهوض بالواقع الصامت والبدء بنشر ما یریدونه من أفکار وآراء فی مجلة العرفان، فلربما لم یکن یقصد بعضهم نشر مقالته فی مجلة أخری إذا لم تنشر فی المجلة المذکورة، لکن بدأ بعضهم شیئا فشیئا بنشر أعماله وکتاباته فی الصحف والمجلات الأخری التی کانت تصدر فی بیروت ودمشق والقاهرة،وأخیرا أصبحت أفکارهم وآراؤهم تنشر فی فضاء أوسع وأرحب، وخرجت من الأفق الضیق المنحصر بالعلماء والأدباء فی ذلک العصر، والذی قام فی حینه بعض المسیحیین الساکنین فی مدینة مرجعیون جنوب لبنان بإصدار صحیفة «المرج» وهی أول صحیفة منظمة، وإن کانت صغیرة معدودة الصفحات، وکان أول عدد منها قد صدر فی 25 کانون الثانی عام 1909م( 480 ).
أسبوعیة (جبل عامل) ودورها فی رفع الوعی الشیعی ـــــــ وکان أحمد عارف الزین قد أصدر صحیفة أسبوعیة أخری من ثمان صفحات کبیرة باسم «جریدة جبل عامل» وهو ما تزامن مع صدور مجلة العرفان، وتدور مواضیعها حول منطقة جبل عامل، وبسبب المشاکل المالیة وضغوط المراقبة انقطعت عن الصدور ولم یر النور منها إلا 43 عددا، وکانت قد علقت الحکومة العثمانیة صدورها عام 1912م لمدة شهر ونصف؛ بسبب اتهام مدیرها بترویج الأکاذیب، وکان لهذه الصحیفة دور کبیر فی نشر الوعی، حیث تزامنت مع ثورة الشباب الأتراک التی قمعتها الحکومة العثمانیة وبددت آمالها کلها، الأمر الذی دعی جمیع الأدباء والشخصیات المهمة فی جبل عامل لانتقاد الحکومة عبر کتابة المقالات فی تلک الصحیفة التی تؤید ذلک، فکانت مواضیع من هذا القبیل حدیث الناس الذین تعرفوا علیها من خلال هذه الصحیفة فیتناقلوها فی البیوت والمقاهی ثم یعلقون علیها، فلم تکن هناک صحیفة أو مجلة تغرس العزم والثقة بالنفس فی جبل عامل، سوی «جریدة جبل عامل» ومجلة «العرفان»."