ملخص الجهاز:
"الدولة الموجلة دراسة فی أنتروبولوجیا القبیلة عند فؤاد خوری عاطف عطیة منذ فترة لیست بعیدة،بدأ الاهتمام یتزاید بالدراسات التی تعنی بشؤون المجتمعات العربیة من الداخل:حرکیتها الاجتماعیة و آلیات هذه الحرکة،الأسس التی ترتکز علیها و المفاصل الأساسیة التی توجه سیاستها و أنماط سلوکها،و شبکة علاقاتها علی کافة المستویات،و خصوصا فیما یتعلق بالتوجهات السیاسیة و إشکالیات العلاقة بین الدین و السیاسة و التقلید و الحداثة و کیفیة مواجهة تحدیات العصر و غیرها.
إذا کانت الدولة أعادت انتاج السلطة لدی القبیلة الحاکمة،فما کان موقعها تجاه بقیة الفئات فی المجتمع البحرینی؟ یحدد الباحث نظرة کل فریق إلی هذه الاصلاحات من زاویة مصلحته الاقتصادیة و تنظیمه الاجتماعی:القبائل حاربت الاصلاحات لأنها تحد من نشاطها و من حریتها الاقتصادیة،أما الشیعة الریفیون و المدینیون،و کذلک السنة المدینیون،فقد اعتبروا أن هذه الاصلاحات تعبر عن مصالحهم و تخدم توجهاتهم فعملوا علی إنجاحها.
و قد أدی هذا التغیر إلی:زیادة انغلاق المجتمع القبلی علی نفسه اجتماعیا و سیاسیا،ذوبان بعض المجموعات القبلیة فی المجتمع المدینی،بروز قطاع جدید و حدود جدیدة للتفاعل الاجتماعی و السیاسی من سنة المدن تمثل بالتحرکات العمالیة و المؤسسات شبه السیاسیة کالجمعیات و النوادی؛ و من شیعة تمثل بتعزیز الشعارات الدینیة المتجسدة بإنشاء المآتم و انتشارها(أ، 365).
فتتعقد،بموجب هذا التفرع،طریقة ممارسة السلطة التی یسبقها صراع علیها بین الأقرباء و حتی الإخوة مع عدم استبعاد القسر فی ممارستها عن طریق الهیمنة و الاستتباع و التوازن فی مواقع التقابل إن کان داخل القبیلة،أو بینها و بین ما یقابلها فی الخارج متخذة فی کل ذلک منطق الثنائیة فی التعامل مع هذا الخارج؛ -المجتمع المتعدد و المتنوع فی ترکیبه الاثنی و الطائفی و القبلی و المدینی و الریفی حیث تتحول السلطة إلی أداة قسر و هیمنة،و هما الوسیلتان اللتان یمکن بموجبهما الحفاظ علی الحکم و تدعیم سیطرة الحاکم."