ملخص الجهاز:
"فی المرتبة الثالثة لدینا عدد کبیر من الرجال الذین أبدوا اهتماما بالدین و ناقشوا المسائل الدینیة فیما بینهم،و کون بعضهم فی القرن الأول من العصر العباسی، مجموعات یمکن أن نطلق علیها اسم«المدارس»لأنهم أجمعوا فیما بینهم علی رأی أو أکثر من الآراء الهرطقیة،و من هؤلاء بعض علماء الخوارج المتأخرین غیر الثوریین، و المعتزلة.
و مع أن الإسلام فی العصور المتأخرة مال إلی اعتبار کل أولئک الرجال علماء موثوقا بهم إلی حد ما،و أنهم لعبوا دورا هاما فی ینقل التراث الإسلامی الدینی،إلا أن کل ما حملوه من آراء ممیزة قد تم حجبه أو التحدث عنه بطریقة تقوم بعض ما فیه من انحراف،و هکذا خلق الانطباع بأن هذه الحرکة الدینیة العامة کانت متناغمة کلیا.
و هو یعترف بأن العامة تعتبر جهما من المعتزلة لأنه یؤمن بخلق القرآن،و لکنه یصر علی أن هذا ما هو إلا واحد من الأصول الخمسة(أی التوحید)؛فالذین یقبلون بأصل واحد أو اثنین من الأصول الخمسة ویرفضون الأصول الأخری لیسوا من المعتزلة،و لذا فهو یلمح إلی أن بشرا باعتناقه عقیدة الجبر و رفضه لعقیدة القدر المعتزلیة،لا یمکن أن یکون معتزلیا.
کما لوحظ أن مؤلفی کتب الفرق قد وجدوا العمل بتصنیف المرجئة غیر سهل،فالشهرستانی،مثلا، مدفوع للتحدث عن مرجئة الجبریة!و لو رغبنا فی التعبیر عن تلک الحقائق بأسلوب بدیل،لأمکننا القول إن عقیدة الإرجاء،و هی العقیدة الأساسیة لدی المرجئة،قد اتحدت مع عقائد أخری بطرق مختلفة،و لکن هذا یعادل بالطبع الاعتراف بأن المرجئة لیست بفرقة.
من المناسب هنا أیضا أن نأخذ بعین الاعتبار المجموعات المتعددة من الأشخاص الذین أطلقوا علی الآخرین اسم المرجئة؛فالنوبختی مثلا،أو أیا کان الذی ألف کتاب«فرق الشیعة»،استخدم ذلک الاسم کثیرا،لأنه یقول إن الجماعة الإسلامیة تضم أربع فرق أساسیة،هی:الشیعة و المعتزلة و المرجئة و الخوارج،مما یدفع إلی الافتراض بأن السنة لم (1) The Muslim Creed,Cambridge,1932,38 (2) Tabaqat."