ملخص الجهاز:
"الثورة السوریة الکبری 1925-1927 هل کان الانقسام الحاد الذی شهده الجبل نتیجة الصراع الفرنسی الانکلیزی؟ أثار دعم الانکلیزی للحکومة العربیة قلقا فی الأواسط العسکریة و الدبلوماسیة الفرنسیة حسمته هذه الأخیرة باعلان انتدابها علی سوریا و لبنان و المناطق الخاضعة لها، و ذلک بموجب اتفاقیة سایسکـ-بیکو و دفع الدروز ثمن تناقض الاستراتیجیة الإنکلیزیة مع السیاسة الفرنسیة،إذ تعرضت الوحدة الداخلیة للطائفة للشرذمة و لم تتوحد إلا عندما انکشفت الاستراتیجة الفرنسیة الرامیة إلی القبض علی زمام الامور فی الجبل (1)انظر:منیر الریس:«الکتاب الذهبی لجیوش الشرق».
و عندما اشتدت هذه الثورة و أخذت طابعا و حدودیا لإمتدادها عبر الحدود اللبنانیة و معنی رافضا للکیانات الحقوقیة السیاسیة المعلنة فی سایکس-بیکو التی بموجبها اقتسمت إنکلترا و فرنسا المنطقة المعلنة فی نفوذ خاضعة لسلطتها،بادر الانکلیز إلی الاتفاق مع الفرنسیین علی اقفال المجال العربی بوجه الثوار (1)وثائق وزارة الخارجیة الفرنسیة Laurent et Annie Chabry:Politique et Minorite?s au Proche-orient P.
و أخیرا کان النموذج الذی اعتمدته الطائفة الدرزیة فی لبنان لمواجهة المارونیة السیاسیة الأشد ترکیبا و فعالیة،إنه نموذج یعتمد علی الحزب کشکل وسیط یجمع بین الزعامة و الطائفة و بین الحدیث و التقلیدی و بین الخارج و الداخل من خلال طیجاد آلیات توسطیة و أدوات تحکم فی الایقاعات السیاسیة،و الحقیقة أنه وسط کل هذه الایقاعات و المبادرات و المفردات الجدیدة التی تمیز هذا النموذج تبرز صورة أو شخصیة فریدة: کمال جنبلاط."