ملخص الجهاز:
"فأیة عملیات ربط یجب أن تتم بین مستوی ثقافة النخبة المکتوبة(التی تعنی بها دراسة الحضارات بالضرورة)و الإطارات الاجتماعیة و الاقتصادیة المحددة تاریخیا التی ترجع إلیها الحضارة من خلال الحدود الإقلیمیة و الطبقیة؟و من حسنات مقاربة هودجسون أنه یعترف بقدرة هذه الانتقادات علی الإقناع و یسعی إلی إیجاد أجوبة علیها.
فأی نوع من التاریخ یحدث ذلک؟و کیف تنحرف نسخة عن ذلک التاریخ عن الدراسات القیاسیة؟و أخیرا ما هی المیزات الرئیسیة لجهده الرامی إلی إدخال التاریخ الإسلامی فی إطار تاریخ العالم؟إننی،فی الرد علی هذه الأسئلة، سأدع جانبا بالضرورة النقاط التفصیلیة العدیدة التی ضل فیها هودجسون أو أین تجاوزته التطورات الأخیرة فی هذا الحقل،لأنه فی عمل من هذا المدی لا بد أن یحدث حتما العدید منها.
و بالنسبة إلی هودجسون فإن وحدة التاریخ الإسلامی کانت نتیجة للحوار المستمر مع الأجیال المتتالیة من المسلمین مع المثل العلیا المکونة للحضارة،و قد عنی ذلک بصورة ملموسة،اهتماما بصیاغة العقیدة الإسلامیة و بالتقوی من قبل«العلماء»أی من قبل رجال الدین المختصین بالمحافظة علی سلامة و حیویة الإیمان.
و قد وفرت الشریعة للمسلمین ترکیزا علی تحقیق الذات:فقد دخلت أنماطها الاجتماعیة و الشرعیة تدریجیا إلی کل جوانب الحیاة عملیا محددة تنطیم المجتمع و مشکلة حلبة مستقلة حیث کان العلماء فیها الأعلی مرکزا و ذلک فی إطار توجه مناهض لثقافة البلاط التی سادت أیام العباسیین و خلفائهم.
و لقد کان هودجسون یعی ذاته علی نحو غیر عادی بالنسبة إلی الافتراضات المعرفیة للتقلید الذی تدرب علیه،و هدف باستمرار إلی وضع الحضارة الإسلامیة فی إطار تاریخ العالم."