ملخص الجهاز:
"و بالنسبة إلی مجالات انتقال التفوق الاقتصادی إلی أوروبا،یرد الکاتب ذلک إلی وقت مبکر بسبب سیطرة الأوروبیین علی تجارة الشرق الأوسط و الشحن البحری مع أوروبا منذ عام 0501 م؛و استخدام ابتکارات تقنیة جدیدة فی الصناعة مثل طواحین المیاه و الهواء الأمر الذی نتج عنه انقلاب مذهل فی الاقتصاد العالمی حیث أخذت أوروبا مکان الشرق الأوسط فی الإنتاج و التصنیع و التصدیر و أضحی الشرق الأوسط وحدة هامشیة فی الاقتصاد العالمی إذ اقتصر دوره(و لا یزال حتی الآن)علی تصدیر المواد الخام إلی أوروبا التی تطورها سلعا و تعود لتصدرها إلیها.
یشیر الباحث إلی کون الحکام فی الشرق الأوسط لما یقرب من ألف عام من أصول أجنبیة،عادة ما تکون ترکیة،و إلی مرکزیة الحکم و تأثیره فی مجالات النشاط الاقتصادی و الدینی و العلمی بحیث لم یسمح بنشوء مراکز قوة أخری مثل الکنیسة،و الدول-المدن،و الجامعات،و الإمارات الإقطاعیة،و نقابات التجار و الصناع،التی عرفتها أوروبا الغربیة مما أدی إلی إحجام المواطنین عن أوجه النشاط الاقتصادی و خاصة التجارة التی ترکزت فی أیدی أبناء الأقلیات الذین تمتعوا بحمایة أجنبیة،کالأرمن و الیهود و الیونانیین.
قد تکون صحیحة هذه التفسیرات التی أعطاها الکاتب لتأخر الشرق الأوسط عن أوروبا،المنافس المقابل،لکنه فی بحث آخر یطرح تساؤلا هو:لماذا الیابان، و لیس العرب أو مصر تحدیدا،هی وحدها بین بلدان أفریقیا و آسیا و أمیرکا اللاتینیة التی بزغت فی القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرین؟ و لا أظن أن أحدا من المثقفین العرب و المسلمین لم یراوده هذا السؤال الذی یحاول الکاتب الإجابة علیه من خلال المقارنة بین الیابان و مصر فی مطلع القرن التاسع عشر حیث کانت مصر فی عهد محمد علی تبدو فی وضع أفضل من الیابان."