ملخص الجهاز:
"و اما ان یکسبها العمل احساسا بالاباء و العزة فتقبل علی الزواج مختارة و تحاول ان تبنی الحیاة الزوجیة علی الحب الصادق و الکرامة و الاخلاص المتبادل ما دامت تشعر انها لم تضطر الیها اضطرارا و أنها إنما اختارتها بمحض رضاها،و أنها لیست عبدة للرجل،و ان فی وسعها العودة الی العمل توا إذا لم تحقق فی الاسرة ذلک التفاهم الخلقی و العاطفی الصریح فالاسرة الامریکیة و الاوربیة الیوم قد تکون قصیرة الاجل ولکنها اقرب الی الصدق و الاستقامة مما کانت علیه فی ای زمن مضی و المرأة الحدیثة الصالحة للعمل لا تجد فائدة فی خداع زوجها و الکذب علیه و الانصراف لشهواتها اذ ما علیها-لو انها کانت فاسدة المیول-الا ان تظل فتاة عانسا حرة مطلقة القیاد و هکذا قد خدم العمل الاسرة و أنقذ المرأة من النفاق فهی إما صالحة أو طالحة،فاضلة أو متهتکة،نزیهة أو غادرة.
و من جهة أخری فاندماج المرأة الحدیثة فی مختلف فروع العمل،و اتصالها بالرجل،و اشتغالها معه جنبا إلی جنب،قد هذب العاطفة الجنسیة و لطفها،و استل منها غلظتها الوحشیة الاولی، و استوضح خفایاها،وردها الی جوهرها الطبیعی البسیط،فلم تعد ثمة أسرار جنسیة تثیر فضول الجنسین و تؤلب الواحد منهما علی الآخر،و تحیلهما شبه حیوانین مفترسین،بل قد سقط القناع عن وجه کل منهما،فتعارفا ورائدهما العقل و الملاحظة الیومیة المتیقظة فالحب الیوم لم یعد کما کان بالامس أعمی،تحف به الخیالات و تکتنفه الاکاذیب،بل هو بصیر معتدل ذکی،و لیس المحب الجاهل المستعبد کالمحب المتحضر المتعلم الحر و لرب معترض یقول و لکن زوال الفوارق بین الجنسین،و اختلاطهما فی معاهد العلم و أمکنة العمل و معرفة الرجل بطبیعة المرأة و المرأة بخلق الرجل،قد یجرد المرأد من غموضها الفاتن،و سحرها القدیم فیخنق شعر العواطف،و یقتل الحب."