ملخص الجهاز:
والإنسان: مکون من جسد وروح، ولکل إنسان حاجات ومطالب، فجمع الإسلام بین مراعاة المادیات والروحانیات،وبین الدنیا والآخرة، لتحقیق التوازن والاعتدال، والکفایة، دون لجوء إلی الکبت والقسر ومعاداة الفطرة، ومثال ذلک: عدم إباحة وتحریم الرهبنة، والإذن بتناول الطیبات والتزین المباح فی الحیاة، قال تعالی: (یا بنی آدم خذوا زینتکم عند کل مسجد وکلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا یحب المسرفین، قل من حرم زینة الله التی أخرج لعباده والطیبات من الرزق قل هی للذین آمنوا فی الحیاة الدنیا خالصة یوم القیامة کذلک نفصل الآیات لقوم یعلمون) ( ).
وفی الخارج تقوم علاقاتنا الخارجیة أو الدولیة علی احترام مبدأ السلم والأمن الدولیین، وتبادل المصالح، وعدم اللجوء إلی الحرب أو القتال إلا لضرورة أو للدفاع عن النفس والبلاد ووجود الأمة ودفع الظلم، وحمایة المستضعفین، لقوله تعالی معبرا عن المبدأ الشامل: (وقاتلوا فی سبیل الله الذین یقاتلونکم ولا تعتدوا إن الله لا یحب المعتدین) ( ).
هذه هی واجهة الإسلام وحقیقته، وهی رسالة عامة للبشریة وخالدة، فلا یعقل أن یکون فیها ما یصادم العقل والحکمة والمصلحة، وإنما خیرها یعم الإنسانیة، وهی تطمح أن یفیء الناس جمیعا إلی ظلها، ویدخلوا فی لواء عقیدتها، وذلک یعنی أن الإسلام دین لا یعرف الإرهاب؛ وهو الاعتداء غیر المشروع، ولا یقر الفساد والإضرار، ولا یفرط فی الحقوق المشروعة، ولا یرضی لأتباعه تحمل الضیم والأذی، وقد أذن القرآن الکریم بالقتال فی أول آیة مع بیان أسباب مشروعیة الجهاد لرد الاعتداء والدفاع عن الحرمات: حرمة النفس (حق الحیاة) والعرض (القیم العلیا) والمال (حقوق الإنسان المادیة)، فقال تعالی: (أذن للذین یقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله علی نصرهم لقدیر، الذین أخرجوا من دیارهم بغیر حق إلا أن یقولوا ربنا الله ...