هیکل القوة فی النظام العالمی الجدید مقالة

قضایا معاصرة: هیکل القوّة فی النظام العالمی الجدید نبیل سرور من الشائع فی أدبیات السیاسة الدولیة المعاصرة، أن أبرز مقومات النظام العالمی الراهن ترتکز علی نظریة: "أن المواثیق الدولیة قننت استخدام القوة، فجعلتها للدفاع المشروع، ومنعت استخدامها فی غیر هذه الحال، وأقامت الحق والمنع فی الاستخدام علی أساس المساواة، وأسست هذه المواثیق منظمات دولیة تسهر علی تطبیق تلک المبادئ". غیر أنّه قد طرأت علی نظام العلاقات الدولیة الراهن متغیرات جذریة، جعلت بعض القادة السیاسیین ورجال الفکر یرون فیها ما یؤسس لتشکیل نظام عالمی جدید، ویمکن أن نرصد أربع متغیرات جوهریة فی النمطیة الجدیدة للعلاقات الدولیة: 1- ظهور هیکل للقوة متعدد الأقطاب ذی قیادة واحدة مرکزیة (الولایات المتحدة)، وقد حلَّ هذا الهیکل فی مکان الهیکل ذی الثنائیة القطبیة (الثنائیة المضادة)، الذی میز عصر الحرب الباردة. وتکشف السهولة النسبیة التی تمکنت بها الولایات المتحدة من إقامة تحالف عسکری ومالی ضد العراق عن إمکانات هذه الجماعة الأمنیة، وعن قدرتها علی العمل لمواجهة أی تحد من جانب الدول الأخری.