ملخص الجهاز:
"دراسات فکریة العقل الاجتماعی والعقل الجمعی قراءة مختصرة فی الاصطلاح والقیمة المعرفیة والآثار السلبیة ( الشیخ معین دقیق العاملی ( شاع فی العقود الثلاثة الأخیرة إطلاق مصطلح جدید جذاب، ربما یکون وجه التجدید فیه کامنا علی مستوی الاصطلاح والتعبیر أکثر منه علی مستوی المراد والمضمون؛ إذ سوف یتضح لنا عن قریب أن المضمون الکامن وراء هذا الاصطلاح له جذور فی علم المعقول الشامل للمنطق والحکمة، کما أنه علی أحد تقدیرات المعنی فیه قد تمت دراسته واستیعابه بحثا وتعمیقا فی الدراسات الشرعیة فی إطار العلم المعروف بعلم أصول الفقه.
2) القیمة المعرفیة لهذا الاصطلاح: 2/1) القیمة المعرفیة للعقل الاجتماعی: لما اختص هذا الاصطلاح بمرتکزات العقل العملی، کان البحث عن القیمة المعرفیة لهذا العقل یرجع إلی البحث عن قیمة العقل، ولا شک أن المدرکات العقلیة بجمیع أنحائها وأنواعها إن کانت درجة الانکشاف فیها تامة بحیث لا یشوبها احتمال الخلاف، حینئذ یکون ذلک عین العلم والمعرفة والیقین، وبتعبیر علماء الأصول تکون حجیة هذا الإدراک من ذاتیاته، فکما أن النار لا یسأل عن علة إحراقها؛ لکون الإحراق صفة ذاتیة لها، فکذلک اعتبار هذه القیمة المعرفیة للعقل الاجتماعی تکون من الأوصاف الذاتیة التی لا تنفک عنه.
4) خاتمة: وبعد هذه الجولة المختصرة فی تعریف ما یسمی بالعقل الاجتماعی والجمعی، والقیمة المعرفیة لکل واحد منهما، مع الإشارة المختصرة إلی سوء الاستفادة من ظاهرة العقل الجمعی، یکون قد آن الأوان لتسطیر جملة من المطالب المرتبطة بهذین الاصطلاحین، بعضها علی نحو التلخیص لما تقدم، وبعضها علی نحو التجدید، فنقول: أولا: أن مصطلح العقل الجمعی أکثر شیوعا من مصطلح العقل الاجتماعی، کحالة تعبیریة واصطلاحیة، وإن کان مضمون العقل الاجتماعی قد شاع عند الحکماء باصطلاحات وتعبیرات أخری."