ملخص الجهاز:
"مخاطر الخرافة فی العقیدة المهدویة قراءة للمناشئ والتبعات الاجتماعیة الشیخ مرتضی داوود ﭘور( 1 ترجمة: محمد عبد الرزاق تمهید ــــــ تعد مهمة تطهیر المجتمع من المعتقدات الباطلة من أحمز وأصعب المهام التبلیغیة الملقاة علی عاتق الأنبیاء.
ومن جهة أخری لا شک أن الإنسان فی بیئته الاجتماعیة یحرص دوما علی رصد ردود أفعال الآخرین، وما تحمله المنظومة القیمیة فیها؛ بغیة أن یکون مسایرا للمجتمع، لذا فهو مضطر للقبول بتقالید المجتمع وآدابه ـ حتی وإن کانت ضربا من الخرافة ـ إذا کانت شائعة ومقبولة عند الجمیع؛ بغیة الانخراط فی المکون الاجتماعی، والابتعاد عن الشبهات والتهم.
ووفقا لهذا المبدأ فإن تقییم الحرکات التحرریة کثورة المهدی العالمیة سیتم فی هذا الإطار تحدیدا، وإن انتشار ونشر الخرافة فی العقیدة المهدویة سیکون خاضعا أیضا لدور البیئة الاجتماعیة وتأثیراتها، فإذا کانت بیئة المجتمع حبلی بالخرافات فستقود أفراده نحو خرافة الفکر أیضا.
إن من جملة القضایا المساعدة علی تکون الخرافات فی العقیدة المهدویة هو عدم توفر المعرفة اللازمة بأصول هذه العقیدة، وذلک یعود تارة إلی انعدام الفهم الصحیح لروایات آخر الزمان، وتصور أن الإمام# سیمارس الإکراه، ویقدم المعاجز فی تأدیة المهام وسیر الأعمال، وأن للجمیع النصیب فی الحضور جسدیا معه، وتمثیله، حتی وإن کان الفرد غیر ملتزم دینیا.
رابعا: التقاطع بین ترکیبة المجتمع وثقافة المهدویة ــــــ إذا اتسعت رقعة التغییرات فی البنی الاجتماعیة من ضوابط وعقائد فقد یؤدی ذلک إلی التلاعب بالقیم والمعاییر الصحیحة، واستبدالها بقیم خاطئة، مما یخلق مناخا لظهور الخرافة وانتشارها؛ لأن معظم أشکال العلاقات الاجتماعیة فی بیئتها عرضة للتحول والتغیر( 155 )."