چکیده:
تواجه الأمة وهی علی أبواب القرن المیلادی الجدید تحدیات داخلیة تتلخص فی: التفرق
والاختلاف، والبطالة والفقر والجوع، والوهن والعمالة والخیانة ، والتبذل والانحلال
الخلقی، کما تواجهها تحدیات خارجیة تتبلور فی الإطماع فی ثروات الأمة ومواقعها،
والتآمر علی الأمة وحصار شعوبها، والأحقاد الصلیبیة والجشع الصهیونی، والغزو
الثقافی، غیر أن ثمة ومضات مضیئة فی الأجواء القاتمة تتمثل فی انتصار الثورة
الإسلامیة فی إیران، وانتصار الثورة الإسلامیة فی السودان، وبروز حماس وحزب الله،
والیقضة العربیة والصحوة الإسلامیة، وبشائر النصر الإلهیة وأمام هذه الحالة تتحمل
الأمة الإسلامیة واجبات نبذ الخلافات بین الحکام والتکامل السیاسی والاقتصادی بین
المنظومة الإسلامیة، والنهوض بعملیة التثقیف والتعلیم والتوعیة.
خلاصه ماشینی:
"کنت أزور الجمهوریة الإسلامیة فی إیران ـ ذات سنة ـ فأثلج صدری ما رأیته وما علمته، من عودة الاهتمام بصناعة السجاد، الذی بز فیه الشعب الإیرانی المسلم ـ الصناع فی مختلف أنحاء العالم، بل إن الجودة العالمیة للسجاد، تقاس بقدرته علی محاکاة السجاد الإیرانی قال محدثی ـ وهو أحد المطلعین علی الأمور: لقد ترسخت لدینا القناعة بأن الثروة البترولیة لن تدوم، وعلیه فلابد من تنویع مصادر الدخل، والسجاد هو من أهم تلک المصادر هذا فضلا عن الصناعات الأخری کصناعة السیارات وغیرها.
وصدق الشاعر الذی یصور ذلک بقوله: ملء أفواه الصبایا الیتم لم تلامس نخوة المعتصم رب وامعتصماه انطلقت لا مست أسماعهم لکنها إن هذا الوهن ـ بلاشک ـ ناتج من حب الدنیا وکراهیة الموت، الأمرین اللذین أصابا الأمة الإسلامیة فی أخطر مقاتلها ولیت الأمر یقتصر علی ذلک، إذن لهان علاجه بمنشطات الهمم ومقویات العزائم ولکنه تعداه إلی ممالأة الأعداء والعمالة الصریحة لهم فی هذا الزمان، مما یعتبر خیانة للأمة وخیانة للأوطان.
ولیس أدل علی ذلک من هذا العری النسائی البهیمی، الذی یعم بلاد الشرق والغرب، وتحاول أن تقلده بعض بنات العرب والمسلمین، وکأن الآیة الکریمة التی تدعو إلی الحشمة والآداب، وتأمر المسلمات بلبس الحجاب، کأنها غیر مفروضة التطبیق، فی زمن الجهل العمیق یقول رب العالمین لرسول الکریم ـ صلی الله علیه وآله ـ یا أیها النبی قل لأزواجک وبناتک ونساء المؤمنین یدنین علیهن من جلابیبهن..
المبحث الخامس ـ الغزو الثقافی آخر ما نحن معنیون ببحثه فی هذا الفصل، هو الغزو الثقافی، الذی یمارسه مع شعوب الأمة الإسلامیة ودولها منذ أمد بعید ـ الثالوث المعادی لها، وهو الثالوث المکون من الصلیبیین والصهاینة والشیوعیین وهذا الغزو الثقافی، هو واحد من التحدیات الخارجیة الخطرة، التی تواجه أمتنا فی هذه الأیام بل یمکن اعتباره أخطر التحدیات علی الإطلاق."