چکیده:
جذور الخلاف بین أهل السنة والشیعة تعود فی جانبها الاکبر الی عامل نفسی، والامام
الشهید الصدر رغم قصر عمره الجهادی مارس ألوان الجهود لازالة هذا الحاجز النفسی.
هذه الممارسة نلحظها فی خطابه الی العراقیین، وفی استناده الی مصادر أهل السنة
الحدیثیة والفقهیة فی دراساته، وفی معالجته لقضیة علی غایة من الحساسیة المذهبیة
مثل قضیة فدک.
خلاصه ماشینی:
"ومما لا ریب فیه أن هذه الوثیقة تعتبر من أهم الوثائق التی یمکن أن تساهم فی معالجة الحواجز النفسیة بین أبناء الامة الاسلامة وذلک لأن السید الشهید الصدر حینما أصدر هذا البیان کان قد صمم علی الاستشهاد فی سبیل الله لایمانه بأن المرحلة الجهادیة والسیاسیة تتطلب ذلک، وقد فصلنا ذلک فی کتاب سنوات المحنة وأیام الحصار الامر الذی یجعل کل باحث موضوعی یدرک أن الامام الصدر لم یقصد المجاملة أو المحاباة بل کان یهدف حقا الی معالجة مشکلة الفرقة والتشتت من جانب، وتوحید الامة فی إطار الاسلام من جانب آخر.
ولعل أهم مامیز البحث فی إطار ما نحن فیه من معالجة الحواجز النفسیة الامور التالیة: 1- لم یستعمل (رضی الله عنه) عبارات من شأنها جرح عواطف ومشاعر السنة، فنراه یعبر عن الخلفاء بعبارات مناسبة اعتادوها عند ذکرهم لهم، راجع علی سبیل المثال الصفحات التالیة من فدک فی التاریخ، 26، 44، 59، 73، 150، وهو یرید أن یعبر عن الاسلوب الامثل فی کیفیة التخاطب بعیدا عن کل ما من شأنه تفریق المسلمین أو جرح مشاعرهم أو الاساءة الی معتقداتهم.
ولا أعتقد أن أحدا - سنیا کان أم شیعیا - لا یستسیغ هذا اللون من النقاش الموضوعی والمعالجة العلمیة، فالحکمة ضالة المؤمن ینشدها أینما وجدت، والموضوعیة هی المقدمة الضروریة التی من دونها تفقد حرکة البحث عن الحکمة هدیها، وهی فی منهج الامام الشهید الصدر یجب أن تکون مقرونة بالخلق الاسلامی الرفیع، ففدک بما ترمز الیه، والموقف منها سواء کان إیجابیا أم سلبیا لا یخلق مبررا لخلافات تخرج عن إطارها الی حد القطیعة والفرقة الکراهیة، ویجب أن تطوق الخلافات - العقائدیة والتاریخیة والفقهیة وغیرها - ضمن حدودها فی ظل احترام الرأی والرأی المقابل."