چکیده:
هل العلاقات الدولیة الراهنة مهیئة لحوار حضاری ندی بین المسلمین وقوی الهیمنة
الغربیة؟ ولماذا یرفع الغرب بعد الحرب الباردة شعار صراع الحضارات، ویخطط علی
أساسه؟ وماهو أصل العلاقات بین الحضارات؟ أهو حرب أم سلام؟ هذه أسئلة تحاول أن تجیب
علیها الاستاذة الباحثة فی ورقتها، وتری أن الجمیع یتفقون علی أن هناک أزمة عالمیة
ذات بعد قیمی - ثقافی، والاسلام قادر علی أن یقدم رؤیة تساهم فی تقنین الرؤیة التی
تجری صیاغتها للعالم. وتری أن المسلمین فی حاجة الی خطاب غیر اعتذاری، مقترحة طرح
مشروع «تعارف الحضارات» من منطلق قرآنی، لاننا بحاجة الی خطاب ینطلق من الذات
الاسلامیة وخصائصها، وبمبادرة تجاه الآخر، لا بانفعال أمامه، حتی یتحقق التوازن فی
الرؤیة الذی هو أساس الفاعلیة.
خلاصه ماشینی:
"ولقد أضحت عولمة الثقافة والمجتمعات أو العولمة والثقافة من أهم المستجدات التی یمکن القول إن صعودها (بدون انفصال عن السیاسی - الاقتصادی) یمیز المرحلة الراهنة من العولمة، وذلک بفرض قبول أن العولمة لیست عملیة حدیثة أو لصیقة بنهایة القرن العشرین ونهایة الحرب الباردة بل أنها قدیمة ذات جذور تاریخیة ترجع إلی بدایة الرأسمالیة وتطورها منذ عدة قرون وإذا کانت هذه التعریفات الشاملة من العولمة قد جاءت من نطاق منظری العلاقات الدولیة أساسا فهذا یعنی أنه یظل من مهمة هذا المجال الدراسی أساسا تقدیم رؤیة شاملة حول خریطة الأبعاد المختلفة للعولمة (تجلیات، عملیات، قوی) مفسرة، وهی الأبعاد التی تهتم بأحدها منفصلة عن الأخری مجالات دراسیة، ولهذا یمکن القول أن الاهتمام بالأبعاد الاجتماعیة الثقافیة فی الدراسات الدولیة یمثل الإضافة الحقیقیة فی دراسة التغیرات العالمیة الراهنة علی نحو یدفعنا للتساؤل: هل یمکن أن یصبح مجال دراسة التغییر العالمی مجال دراسة مستقلة تتعاون علی صعیده علوم مختلفة؟ ولعل من أهم المؤشرات علی صعود الاهتمام بهذه الأبعاد فی الدوائر الأکادیمیة للدراسات السیاسیة ظهور أطروحات صدام الحضارات والجدال الذی أثارته والذی یعکس أبعادا ثقافیة - حضاریة شدیدة الوضوح."