چکیده:
تتناول هذه الدراسة ظاهرة الاغتراب كسمة بارزة في شعر صلاح عبدالصبور و منوتشهر آتشي و قد رصدت تأثيراتِ هذه الظاهرة علی مقومات فكرهما و بالتالي علی منتوجهما الإبداعي الشعري و باعتبار أنّ المداد امتداد لتذبذبات الذهن و أنّ الاندفاعات النفسية تنعکس علی النص معتمدةً علی المنهج الأسلوبي لقدرته علی إبراز الخصائص الاسلوبية لشعرية الاغتراب. فقد رأت الدراسة أن تسلط الضوء علی بعض الملامح النصية للاغتراب ما کان له حضور کثير لتوضيح فاعلية الاغتراب الإبداعية و بيان جمالياته. وفي نهاية المطاف وصلت الدراسة إلی أنّ الاغتراب عمل ما عمل في نفسية الشاعرين ما اضفی علی نتاجهما الإبداعي نکهة حزينة يشعربها المتلقي من خلال مقومات النص الشعري.
خلاصه ماشینی:
لم¬یکن الأدب الفارسی عامة و الشعر خاصة بمعزل عن موضوع الغربة و الاغتراب و قد عبر غیر قلیل من الشعراء الفارسیین منذ القدیم عن هذا الموضوع فی إبداعهم الفنی أما الشاعر المعاصر – سواء فی الأدب العربی أو الفارسی- فإن غربته من نوع آخر فهی "غربة فکریة" فإن «التغیرات السیاسیة السریعة التی تعاقبت علی العالم منذ أواخر الأربعینات و التفاوت الاقتصادی الکبیر بین الطبقات الاجتماعیة المختلفة قد أسهمت فی تصدع الأبنیة الثقافیة و الاجتماعیة التقلیدیة فأدرک المثقف واقع انهیار المعاییر و القیم التی تحکم سلوک الفرد و تصرفاته و جمود هذه القیم و عدم فاعلیتها مما أدی إلی تفاقم إحساس المثقف بالغربة و الانعزال و هامشیة وضعه إزاء المؤسسات السیاسیة و الاجتماعیة القائمة مما جعله یواجه واقعا یبعث علی اللامبالاة و الیأس و التشاؤم و انکسار الذات»(المصدر نفسه، 127) فهو أسیر بین أناس لایفهمونه إنه غریب جد غریب رغم حضوره بین المجموع (دهقان،1386: 10) الأسلوبیة و إذا کانت غایة الکلام إیصال المعنی إلی المخاطب و جلب اهتمامه، فقد بات من الضروری أن یسلک المتکلم طریقافی التعبیر تحقق له مطلوبه.
3-الصورة الشعریة الصورة بوصفها الوسیلة الفنیة التی یعمل الشاعر من خلالها علی نقل تجربیة الشعریة إلی القارئ تعد عنصرا مهما فی الصیاغة الشعریة لا و بل العنصر الثابت فیها، إذ لیس الشعر سوی تحویل المشاعر غیر المحسوسة إلی صور محسوسة فإنه «خلق إنسانی و نتاج للروح، و إنها (اللغة الشعریة) اتصال و نظام و رموز تحمل الأفکار» (درویش، 1982: 64)، فالصورة بهذا المعنی هی تحویل العواطف و المشاعر و الأفکار إلی مفردات لفظیة من شأنها رسم تلک الانفعالات الداخلیة و عرضها علی القارئ و بهذا یخرج مفهوم الصورة علی التصور التقلیدی لها من أنها زینة و حلی تزین الشعربل إنها «بقیة و تمثیل للإحساس» (ویلیک و وارین، 1987: 194)، فمن من هنا تأتی أهمیة الصورة فی شعر الاغتراب ذلک لما تؤدیة من وظیفة التعبیر عن مزاج الشاعر و تقدیم رؤیتة، و علیه وظف کل من صلاح عبد الصبور و منوتشهر آتشی الصورة الشعریة لخدمة مشاعرهما الاغترابیة.