چکیده:
إن الكتب التي تدرس في فن الترجمة في فرع اللغة العربية وآدابها من مرحلة الليسانس، قد اتخذت جميعا منهجا توجيهيا في معالجة مسائل هذا الفن. وقد رسم أصحابها خططا لترجمة العناصر النحوية، يرون أن اتباعها يأتي بترجمة صحيحة، ويستطيع الطالب الناشئ أن يحذو حذوها. فنحن في هذا المقال قد تتبعنا الأساليب المطروحة لترجمة الأفعال الناقصة في بعض هذه الكتب، وقارنّا بينها وبين المناهج التي اتخذها بعض المترجمين في ترجمة هذه الأفعال، فلاحظنا أن هناك اختلافا في أغلب الأحيان بين الطريقتين. كما لاحظنا أن ما جاء في كتب فن الترجمة غالبا ما يكون عقيما في مجال العمل. ووصلنا أخيرا إلى أن المنهج الإلزامي لم يعد أسلوبا صحيحا لتدريس الترجمة. وفي النهاية خلصنا إلى نتيجة اقترحنا فيها منهجا لتدريس الترجمة ربما يكون أجدى وأنفع لطلاب هذا الفن.
خلاصه ماشینی:
"2. 3 أفعال الشروع أما هذه الأفعال فقد جاء فی کتب فن الترجمة التی درسناه جمیعا ـ ماعدا کتاب رضا ناظمیان ـ أن ما یعادلها هو فعل «شروع کردن» فی الفارسیة ولم یستخدم فی ترجمة الجمل التی استشهد بها أصحاب هذه الکتب إلا هذا الفعل ومنها ما یلی: «-أخذ الشاعر ینشد قصیدته: شاعر شروع به خواندن قصیده اش کرد.
ففی هذه الحال تعد کمسند للفعل الذی یتلوها، ولا یمکن للمترجم أن ینقل هذا الدور لأفعال الشروع الفارسیة دوما؛ لأن الترجمة تصبح لفظیة فی أغلب الأحیان ولا تتقبلها أسالیب التعبیر الفارسیة ولذلک نری أن المترجمین کثیرا ما یعرضون فی هذه الحال عن ترجمة أفعال الشروع العربیة، کما نلاحظ ذلک فی الأمثلة الآتیة: «-وأخذ الصبی یذهب إلی دار المفتش قبل المیعاد لیظفر بساعة أو بعض ساعة یتحدث فیها إلی هذه الفتاة، وأخذت الفتاة تنتظره، حتی إذا أقبل أخذته إلی غرفتها» (حسین، 1986م، الأیام، ص114).
ولذلک إذا اعترض أحد بأن المترجم کان فی وسعه أن یدرج فعل «شروع کرد» فی ترجمة العبارة الثانیة ویقول: «ورده شروع به نوازش موهای سیاه و پر پشت او با انگشتان خود کرد وپرسید»، نقول: بما أن فعل الشروع فی العبارة العربیة، کما قلنا، لا یقصد منه البدء فی العمل، نری أن هذا الأمر قد أثر علی الترجمة، ویبدو أن فعل «شروع کرد» وجوده یخل بسلاسة التعبیر فی الترجمة أیضا؛ لأنه لیس المقصود بالذات، ولذا یصبح فی هذه الترجمة زائدا یمکننا الاستغناء عنه، وتقول منی بیکر: إن المفردة إذا لم یکن لها دور أساسی فی معنی الجملة وترجمتها تؤدی إلی خلل فی سیاق الکلام، یجوز حذفها (ینظر: 1992م، ص40)."