خلاصه ماشینی:
"و نحن نجد أن هذه القدسیة و الأمان قد لازمتا هذه البقعة من الأرض منذ و جد فی الأرض دیار،و هی حقیقة أکدتها الروایات مباشرة و کشفت عنها هذه النظرة التقدیسیة التی تمتعت بها لدی الأمم جمیعا،و هو مانلاحظه فی ما یأتی بکل إجمالی: أما القرآن الکریم فیؤکد ذلک فی آیات کثیرة من قبیل قوله تعالی: «و إذ جعلنا البیت مثابة للناس و أمنا و اتخذوا من مقام إبراهیم مصلی و عهدنا إلی إبراهیم و إسماعیل أن طهرا بیتی للطائفین و العاکفین و الرکع السجود*و إذ قال إبراهیم رب اجعل هذا بلدا آمنا و ارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله و الیوم الآخر قال و من کفر فأمتعه قلیلا ثم اضطره إلی عذاب النار و بئس المصیر» .
3 و الروایات کثیرة فی هذا المجال،و الأحکام تبعا لذلک تؤکد هذه القدسیة و الحرمة و الأمن بما لامزید علیه،و احتاطت لمسألة الأمن فلم تسلم السلطة فیه إلا للمتقین عموما،بنص الآیة الکریمة: و مالهم ألا یعذبهم الله و هم یصدون عن المسجد الحرام و ما کانوا أولیاءةه إن أولیاؤه إلا المتقون ولکن أکثرهم لا یعلمون» (الأنفال:38).
و ربما استطعنا أن نستفید هذا المعنی من التقارن الآتی فی الآیة الکریمة: «و إذ جعلنا البیت مثابة للناس و أمنا» و هذه حقیقة أشار لها الکثیر ممن درسوا هذه الشعیرة الاسلامیة المهمة،حتی سمی الحج بالمؤتمر الحر السنوی العام للمسلمین-هذا و قد کان الحرم کمارأینا موضعا مقدسا یقول فیه الناس آراء هم بکل حریة حتی فی الجاهلیة-کما رأینا-الأمر الذی کان یستفید منه الرسول(ص)لیعلن دعوته المبارکة بکل حریة،تماما کما استفاد من انتساب لابراهیم(ع) لاحیاء نداء إبراهیم التوحیدی و نفی شبهات الیهود و النصاری."