چکیده:
لا شک أن للتعبير القرآني أسرارا وجماليات ولمسات وصورا فنية تدل علي أن هذا القرآن کلام فني مقصود وضع وضعا دقيقا ونسج نسجا محکما فريدا. استهدف هذا البحث دراسة سورة «ص » مستخدما المنهج الأسلوبي الذي يتمحور حول معطيات علم اللغة العام . متناولا المستوي الصوتي والدلالي والترکيبي ومستوي الصورة في السورة هذه . ظهر من خلال هذه الدراسة أن هناک توازنا مقصودا في إيقاع السورة کما أن التکرار هو من العناصر الهامة في زيادة هذا الإيقاع الجميل للسورة ، بالإضافة إلي تناسق هذه الأصوات ، وأن ألفاظ السورة تميزت بالدقة في اختيار وقوة التأثير في المتلقي وأن التناسق الفني قد برز بين الصور المختلفة ـ البلاغية منها والواقعية ـ بصورة واضحة .
خلاصه ماشینی:
"» (السیوطی ، بلاتا: ص ٢٦٠) هذا بالإضافة إلی المعانی التی یؤدیها الإیقاع من خلال تناسقه مع جو الآیات ودلالتها، وقـد اعتبر الرافعی ذلک التناسب الطبیعی بین الأصوات فی القرآن الکـریم لونـا مـن إعجـازه ، سـماه إعجاز النظم الموسیقی فی القرآن وذلک «لترتیـب حروفـه باعتبـار مـن أصـواتها ومخارجهـا، آفاق الحضارة الاسلامیة ، السنة الرابعة عشرة ، العدد الاول ، ربیع و صیف ١٤٣٢هـ .
(الدرویش ، ١٩٩٩م : ج ٨/ ص ٣٨٤) واختلف العلماء والمفسرون أیضا فی المراد بالخیر بقوله : «فقال إنی أحببت حب الخیر عن ذکر ربی » [سورة ص٣٨: ٣٢]، فقال قوم هو المال مستدلین بقوله تعالی «إن ترک خیرا» أی مالا وقوله «إنه لحب الخیر لشدید» وقیل هو مجاز والمراد به الخیل التی شغلته وأنسته ذکـر ربـه أو سمی الخیل خیرا کأنها نفس الخیر لتعلق الخبر بها قال رسول الله (ص ): «الخیل معقود بنواصیها الخیر إلی یوم القیامة » وقال أیضا فی زید الخیل حین وفد علیه وأسلم : «ما وصـف لـی رجـل فرأیته إلا کان دون ما بلغنی إلا زید الخیل وسماه زید الخیر» ( المصدر نفسه ، ج ٨/ ص٣٦٥) وفی قوله تعالی : «أولی الأیدی والأبصار» [سورة ص٣٨: ٤٥] إذا کانت جمعـا لیـد بمعنـی النعمة فهی مجاز مرسل علاقته السببیة ؛ لأن الید هی سبب النعمة وإنما حـذفت الیـاء فـی خـط المصحف اجتزاء عنها بالکسرة وفسر بعضهم الأید بمعنی القوة وهی وإن کانت جائزة من حیـث اللغة إلا أن المقام یضعف استعمالها بهذا المعنی ، قال الزمخشری «وتفسیره بالأید من التأیید قلـق غیر ممکن ."