چکیده:
اهتم الشعراء المعاصرون کأسلافهم بموضوع الشهادة و الشهيد اهتماما بالغا و طبعا بعـد اندلاع الحروب في البلاد العربية و القيام بالثورات و تضحيات الأبطال المسلمين ؛ حيث إن عددا غفيرا من الشعراء، يشارکونهم کل يوم في هذه الثورات و التضحيات بکـل مـا يمکنهم علي التعبير عن هذه المکانة ، من التصوير و الرمز و الاستلهام و الحوار و غيره و عن طريق إذکاء نار الکفاح المتأججة في صدور الثـوار و إثـارة نخـوة الرجولـة فـي القلوب ، للثأر و الانتصاف من الظلم و الطغيان و تخليد سـيرهم و بطـولاتهم و سـردها للأحياء الباقين ، لتکون قوة حرکية فاعلة تفعل فعلها فيهم . و بهذا کل يوم ، تشيع رائحة انسانية للشهادة من شعر هؤلاء الشعراء الذين عالج کل منهم هذا الموضوع من زاوية خاصة ، راسما من الشهداء لوحات و مشاهد شعرية رائعة ، محتضنة حکاياتهم ، زاخرة بالمعاني و المضامين القيمة ، متنوعة في الأساليب و القوالـب ؛ فإذا الشهيد فيها، نجم ساطع أو مصلح ملهم أو رمز للثبات في الأمور الوطنية الخطيرة أو حي لاينبغي رثاءه أو ... .
خلاصه ماشینی:
"و من ثم ، فقد ظل الشعر مواکبا لبطولة العرب و بسالتهم حتی نصل إلی عصرنا الراهن ؛ و فی هذا العصر و طبعا بعد اندلاع الحروب فی البلاد العربیة و لاسـیما بعـد قضیة فلسطین و القیام بالثورات و تضحیات الأبطال المسلمین بدمائهم و أرواحهم فی سبیل الله و الوطن ، نشاهد عددا غفیرا من الشعراء یشارکونهم کل یوم فی هذه الثـورات و التضـحیات ، عـن طریق إذکاء نار الکفاح المتأججة فی صدور الثوار و إثارة نخوة الرجولة فـی القلـوب ، للثـأر و آفاق الحضارة الاسلامیة ، السنة الرابعة عشرة ، العدد الاول ، ربیع و صیف ١٤٣٢هـ .
و فی قصیدة یرثی فیها الشهداء العرب الذین أعدمهم السفاح الترکی جمال باشـا، نـراه یعـد السلام علی الشهداء خیر المطالع و یدعونا إلی تبجیلهم و إجلالهم کما یشبههم بالأنجم السـاطعة التی تزهر فی سماء الوطن و تهدی الشعب الضلیل : خیر المطـالع تسـلیم علـی الشـهداء أزکی السلام علی أرواحهم أبـــــدا فلتــنح الهـــام إجـــلالا و تکرمـــة لکل حر عن الأوطان مـــات فــدا یا أنجم الـوطن الزهـر التـی سـطعت فی جو لبنان للشعب الضـلیل هـدی قد علقتکم یـــد الجـانی ملـطخــة فقـدمت بکــم الأعــواد و المســدا (خفاجی ، ١٩٨٦م : ص٣٤٢٠) و فی قصیدة «شهداء الانتفاضة » ترسم فدوی طوقان ١٢ أیضا صورة الأنجـم نفسـها للشـهداء آفاق الحضارة الاسلامیة ، السنة الرابعة عشرة ، العدد الاول ، ربیع و صیف ١٤٣٢هـ ."