چکیده:
إن الأمثال النبوية الشريفة قسم من الأمثال الاسلامية التي قد جاءت في صـورة رائعـة تنبي ء عن عظمة البلاغة النبوية . و هذه الأمثال بما أنها قد اجتمعت أداتها، و استحکمت معانيها، و أبرمـت أفکارهـا، و کملـت رصـانتها، و تشـعبت فوائـدها، تـدل علـي أن الرسول (ص ) کان يفتتح الکلام و يختمه بأشداقه ، و يتکلم بجوامع الکلم التي لـم يسـبقه العرب إليها، فالألفاظ مشاکلة للمعاني في الحسن و البهاء و القيمـة ، و کـذلک المعـاني موافقة للألفاظ في جمالها، و هي في انسجام ترکيبها کالعقد النظيم . أما هذه المقالة فقـد تناولت الأمثال النبوية الموجزة من جميع جوانبها، و قد بدأت البحث بـذکر الخصـائص التي تمتاز بها عما سواها، فأوليت تلک الأمثال العناية التـي تسـتحق ، و تحـدثت عـن بلاغتها و تفوقها علي أمثال العرب و العجم ، ثم نوهت ببعض المصـنفات التـي اهتمـت بجمعها و تدوينها، و انتقلت أخيرا إلي قضية الاستشهاد بها، و ذکرت نمـاذج مـن هـذه الأمثال التي تأثر بها الشعراء و صاغوا علي وهج من ضيائها السرمدي قصائدهم الرائعـة و قوافيهم المتدفـقة بالخير و الهداية و الإايمان .
خلاصه ماشینی:
"و بما أن النبی (ص ) قد فاق کلامه کل العرب ، خاصة فی أمثاله الرائعة التی تعد من حسـنات البیان ، فقد روی عن الامام علی (ع ) أنـه قال : «ما سمعت کلمة غریبة من العرب إلا و سمعتها من رسول الله (ص ) و سمعته یقول : «مات حتف أنفه » و مـا سـمعتها مـن عربــی قبلـه » (الرافعـی ، مصطفی ، ١٤٢١هـ .
قال أبودلف العجلی فی هذا المعنی : أذا لم تصن عرضا و لم تخش خالقـا و تستحی مخلوقا فما شئت فاصنــع (الیوسی ، ٢٠٠٣م : ج١/ ص٧٦) و قال أبو تمام الطائی مقتبسا منه : یعـیـش المــرء مـا اسـتحیی بخــیر و یبـقـی العـود مـا بـقــی اللـحــاء فـلـا و الله مـا فـی الـعـیـش خـیـر و لـا الـدنـیـا إذا ذهــب الـحــیـاء آفاق الحضارة الاسلامیة ، السنة الرابعة عشرة ، العدد الاول ، ربیع و صیف ١٤٣٢هـ .
ق : ص٥٣٦) لقد اقتبسه ابن النحوی قائلـا: اشـتـــدی أزمـــة تـنـفـرجـــی قـد آذن لــیـلــک بـالــبــلـج و ظـلــام الـلـیــل لــه ســرج حـتـی یـغـشــاه أبــو الســرج (خلایلی ، ١٩٩٨م : ص١٠٥) کما ضمن شاعر قول النبـی الموافق للمثل فقال : آفاق الحضارة الاسلامیة ، السنة الرابعة عشرة ، العدد الاول ، ربیع و صیف ١٤٣٢هـ .
هذه الکلمـة جرت مجری الامثال و هی موضع العنایة و قد عنی بها الکثیر من الشعراء کما قال بعضهم : عــاد إذا عادیـــت قومـا رأسـهـــم فـإن کـل الصـیـد فی جـوف الـفـرا (الشیبی ، ٢٠٠٣م : ص٣٦٠) و قد اقتبس ابو الثناء الشیزری من المثل فقال : یـقـولـون کافـات الشـتـاء کـثـیــرة و مـا هـی إلا واحـد غـیـر مـفـتـری إذا صح کاف الکـیس فالکـل حاصـل لدیک ، و کل الصید یـوجـد فی الـفـرا (ابن خلکان ، ١٣٩٧هـ ."